الرئيسية » » سرب الحمام | محمد حربى

سرب الحمام | محمد حربى

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 27 أغسطس 2014 | أغسطس 27, 2014

سرب الحمام
إلي أحمد عبد الغفار جاد
ذهب الي فلسطين ولم يعد
سرب حمام أطلقه جنرال القمح عنوة
من "غيَته" ليصد الجراد المنهمر
دمَر الأخنان كلها
وطمس الجدار بالحبر الثقيل
وقطف" البناني" المعلقة في السقوف 
كي لا يعودأحد 
فالبحر سفن فارغة
والشط فخ
***
أقفاص "السوق" لم تعد صالحة للمبيت
والأبراج مطلية بالسواد
حتى لا تطالها قذائف الدخان
فكيف يمكن لسرب الحمام أن يعرف الطريق
في عودته بالغروب
***** 
ترك الجنرال الجميع تحت لوحة السماء
عرايا من الأجنحة
و ذهب ليقضى وطره 
والريش ليس كمثله كفن
***
سرب من الحمام 
لم يعلمه أحد قواعد الغناء
في رحلة الغروب
من شدة الظمأ كان ينتحر 
وكان يونيو ينشب أظفاره في العيون
صيفا قائظا
لانقلاب التاريخ على الفصول 
تاه الطريق من ظلال الأجنحة 
والتراب لم يعد هدنة محتملة للصيف
والتراب ليس كمثله وثَن
***
الحمام الذي حمل على جناحيه
العصافير اللقيطة
ورقما سريا منحوه له مكافأة
على تحمل العطش في الانتحار 
يشارك معنا في كل الميادين
صامتا يتتبع الإيقاع علَه
يجد على الماء ظلا نسيه في الهجير
أو شجيرة تصلح للغروب الطويل
***
أخبرتني حمامة -ونحن عائدين للقرى البعيدة 
أنها تحاول منذ خمسة أربعين عاما
أن يتذكر أغنية واحدة
أو "خنا" واحدا في جدار بيتها القديم
لكن الميادين من فرط الزحام 
شحيحة الهديل


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads