اقتلعُ احجارَ بيوتٍ حولي
لم اعدْ كفوءً لأفهمَ افكاراً تاتي الى بيتي
ثم تخرجُ بعد وقتٍ .
اقترحُ على نفسي اقتلاعَ احجار البيوت حولي
والتجوالَ صاخباً عند باعةِ امتعةٍ مسروقةٍ
من قرى .
ساوطّنُ نفسي على ايقاظ نائمينَ
كلما همّوا للذهاب الى الفراشِ .
عشتُ سنواتٍ كتمثالٍ مشرّد
ولم يكن ذلك خليقاً بي
***
تستحوذُ عليّ , منذ طفولتي , وفي الليلِ
كوابيس حجرة الطعام ـ همسات ,
سقوط ملاعقَ وسكاكين , وصوتُ من يسالُ
عن محصول اليومِ من المال
الكراسي تتنقلُ من هذه الجهة الى تلك ,
حتى الباب يتعمدُ ان يزعجني بصريرهِ
اخرجُ فتتطلعُ جارتي , وهي مطلّقة
الى ركبتي اليمنى من ثقب كبير في بنطالي
ابتعدُ , الحظُ شجرةً وحيدةً تهزّ اغصانها بلا سبب
والقمرُ يمعنُ النظر فيّ
***
يهطلُ مطرُ على بقايا مدينةٍ في راسي
تنازلتْ عن ماضيها , استسلمت لمومياءات :
ارى مكتبة كركوك القديمة تندفعُ نحوي
ثم تقفُ الى جانبي .
مهاترات ازقة جديدة مع اخريات قديمة
واللانهاية ليست بعيدةً عن اوراقي .
انا وحدي هنا , تفصلني عن نفسي هاويةٌ
ينتحبُ فيها كرادلة
***
تهمني قراءة الشعرِ
يمتعني , احاولُ فهم بعضه في الاقل
لا اخفي اخفاقي وعذابي حين لا انجحُ
هذه حالي منذ عشرات السنين .
مرت من امامي قامات مئات الشعراء
جلستُ وحاورتُ معهم , تعلمتُ من قلّةٍ
وما بقيَ سخط اعماقهم على اللاعدالة
والياس , فقدان الحبيبة , خسارة اصدقاء
الهيام بالارض الاولى , تمجيد الطبيعة .
لا انسى ايضاً من خان الشعر
بحداثةٍ زائفة , تمجيد اصولٍ ماتت
وباوهامٍ اخرى عن اشخاصٍ , احداثٍ وقادة
مقابلَ مالٍ وامانٍ وامتيازات
ربما خافوا , منذ بدايتهم , من الاصفاد والزنزانات .
حتى هؤلاء قرأتُ لهم , لم تفدني اساليبهم واشعارهم
لم يفرحوني . مازالوا احياءَ : ماتوا باكراً
***
ينبلجُ فجرٌ آخر وانا امسّدُ كلبي
اسردُ عليهِ قصصاً جميلة اختلقها
واقرا من قصائدي وانا ادورُ حولهُ .
هو , صامتاً, يستمعُ وينظرُ اليَ
اعرفهُ يعاني , لكنهُ لا يشكو
بسببهِ اغضبُ , اكظمهُ احتراماً لهَ
وابدأ غنائي