الرئيسية » » مثلما تثمر شجرة تفاح تفاحاً. | انتصار دوليب

مثلما تثمر شجرة تفاح تفاحاً. | انتصار دوليب

Written By هشام الصباحي on الأحد، 20 يوليو 2014 | يوليو 20, 2014

كثيراً ما أصحو بخُدُوش على كتفي, أو ذراعي أو أعلى صدري. أدرك فوراً أن ماكنزي الشرير أو أحد أقاربه أو ضحاياه الملعونين كان هنا, يحدق بي طيلة المساء وأنا نائمة بعمق أملسٍ وغافلٍ مثل صَدَفة. ثم أحبّ ترك إمضاء على قِشرتي, جرحًا يتغذى على خوفي منه. أنا حبيسة هذه الخدوش ولا يمكنني الفرار, الرعب اللذيذ المُكتمل كبيضة, الناعم كأوزة مُلمّعة بالماء, المُستدير كمدفن ماكنزي الدموي نفسه, الغامض كوطء أقدامه على أرض مثقلة بأوراق الخريف الميّتة, المكتوم كنشيج غصون صغيرة تتقصم, البارد والقاتم كريح منقوعة في ثلج وليلك. الروح الشريرةُ تُعرف بقفازها وقُبعتها, بابتسامتها المشدودة إلى اليسار دائمًا, وتلك روح شريرة تخشى أشياءً أكثر شراً. ماكنزي الذي دُفن مع مئات الآلاف من ضحاياه يحاول الإمساك بأشياء كثيرة لكنه لا يفلح إلا على جلدي, مثلاً, ربما لأنني جاهزة دائمًا لمثل تلك الأمور, وأنتظر هؤلاء الذين يُطلَقون كل ليلة ليُقبض عليهم في الفجر. إنها رسائل, يجب أن نعيش في عالم مُمزق مثلهم, تمزق متناغم وليس كما يحدث هنا, في الأعلى. هذا التمزق العلويّ رخيص جدا, نحتاج فقط إلى شوارع وماء ومدينة وربما بعض المحاصيل والنفط. لكن تمزقهم شهي وغنيّ, تمزق للعدم في العدم القوي باللاشيء. الجحيم الزائد مثل:"غرفة المعيشة الزائدة", أو العلية أو السرداب الزائد, شيء زائد وفارغ, الفراغ الذي نضع ونكدس وراءه الأشياء. سأقود سيارتي اليوم إلى تشسترفيلد, لأُري قريبتي العجوز خدوشي الصارمة الجديدة, وستشرح لي برنةِ صوت لا تُضاهى ما تدُل عليه. وسأتركها لأصعد التل, برفق, كما يصعد هؤلاء إلى الحافة, وأتأمل جلدي الذي يُثمر الجروح, على غرار قول لافونتين «مثلما تثمر شجرة تفاح تفاحاً".

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads