سلام على الشط الذي كنت نوره
سلام على الشط الذي كنت نوره | ليال كنا في أمان من الدهر |
وردناه عشاقا ظرافا كأننا | حمائم يصبيهن ثغر إلى ثغر |
تبدلت الدنيا وزال نعيمها | وإن كنت لا تدري فإني فتى يدري |
مضيت إلى حلوان تطلب راحة | شفاؤك عندي إن جنحت إلى صدري |
وجاردن ستى ما أمرها ما حديثها | وكنت بها بدرا يضيى إلى القمري |
تذكرت أيام الثلاثاء والهوى | يدور بنا خصر يضم إلى خصر |
لقد كنت في يوم الثلاثاء فتنة | لروحي وعقلي والسلافة من خمري |
أنحن اختصمنا كيف ما ذنب عاشق | يحبك والحب الأثيم من البر |
تذكرت ليل الرمل ليل هصرتكم | وللغصن شوق مستطير إلى الهصر |
وشارع إسماعيل والليل حالك | بأعوام حرب كن في ظلمة القدر |
فإن كان أغناك الجمال فإنني | غنى بشعري آه من ثروة الشعر |
ترشفت من خديك كأس مدامة | فصرت أعيش الروح من ذلك السؤر |
لئن كانت الأيام زالت فإنني | سأحيا بذكراها إلى آخر العمر |
فيا فارس الفرسان ما أنت صانع | إذا أنت لم تركب جوادي ولا مهري |
وعيناك ما عيناك آه ولوعة | إلى لحظك المكحول بالنور والسحر |
أمر على الدار التي تعرفونها | فأكحل من عيني بذياكم العفر |
أتذكر في يوم الثلاثاء ساعة | قطعنا بها البيداء في ساعة الظهر |
بكينا وغنينا وأنت بجانبي | فزاد ونبع الماء من ذلك الصخر |
وشارع رمسيس أتنسى عهوده | ونحن ندير الحب جمرا إلى جمر |
سأنسى كما تنسى وما تلك بدعة | فما كل نسيان يكون من البصر |
سأنسى الذي قد كان بيني وبينكم | وإن أصبح النسيان ضربا من الكفر |
ثلاثة أيام تقضت ولم تجىء | فهل أبصرت عيناك بعدى فتى غيري |