لماذا يا وطني السكوت ؟
شعر : عماد على قطري
لماذا تركت الشجون التي خضّبتني
تهز الحنين ؟
و من أين لي بالصمود
ابتداء
و إني حزين ؟
أ كان المساء افتتاح التباريح
أم لجّة الصمت ردّت هجوم الأنين ؟
أنا المحتمي بالضياء
اعتراني ظلام ارتحال
فهلّا أرحت المواجيد
في عمق بحر السنين ؟
و كيف الصباحات تبدو
إذا ما التحفنا الغناء المندّى
بطعم الحنان المبين ؟
سبتني المشاوير
فاقت إيابي
و رشّت على سكة العوْد
لحن المنافي
و دمعا يبين
لماذا ارتحلت اشتياقا
لماء النبوءات ؟
هل كنت تدري بأن المساءات
حبلى
بماء من النيل يشتاق طين ؟
لعينيك غنّت شرايين وجدي
و ألقت على وجهك النور
فخرا
و صدّت رياحا
و موجا عتيّا
يغال السفين
لماذا انثنى نبضك المنتمي
للبلاد التي أنجبتنا
و بعت الفؤاد البهي افتخارا
لعلج عنين ؟
لماذا أهنت التواريخ ؟
خوف الأفاعي ؟
و ماذا سأحكي لطفل
رأى موطنا في الخواء المهين ؟
بلادي ...
و صرت الغريب
الذي أنكرته الخطى
ثم بالت على الدرب
أنثى الأنين
أ أنت البلاد التي أنجبتنا
و أنشدت شعرا
على صدرها
و القوافي نخيل بهي الحنين ؟
أ أنت التقاء الأماني بقلبي؟
أ أنت الإباء المصفّى ؟
و عز افتخار يغطي الجبين ؟
لماذا تواريت صمتا
و بعت المساكين بخسا
و شفت المخازي
فهل تنطقين ؟
تعالي نعيد الصباحات فرحا
و نمحو الغباء انتقاما
لفجر أذاقوه قهرا
بليل حزين
تعالي نغنّي على كل درب
و نبني ديارا
و آيات مجد
و نحمي خطانا
و نفدي الجنين
تعالي بلادي
إلى كل قلب
أبّي نبيل
و لمّي شتاتا
و شلوا و بعضا
و صبّي مياها
من النيل فجرا
على كل شبر
ليأتي الأمين