(1)
* الدَّبابةُ في الميدان
في السوق
في التليفزيون
في المسجد
في الكنيسة.
الدَّبابةُ في الكراس
في المقهى
في المتحف
في المسرح.
يا ألله ..
كلُّ هذي القنابلِ من أجل صرخةٍ
تأبَّط َ الحلمُ ذراعيها..
استوى الظلُّ والظلُّ
استوى الضدُّ والضدُّ
كم شهيدا سيمنح الروحَ فسحةً أخرى في المرآة
انفرطت مسبحتي وصلاتي تاهت.
الدّبابةُ لا تعرف الجغرافيا
لم يعلِّمها الجندُ كيف تسجدُ لدمعة طفلٍ
كيف تغسلُ في عينيه صدأ الصلاة !
(2)
قصرُ العيني يصحو
يلفُّ على أصابعه خيوطَ النّشيد
من بعيدٍ..
فوق سطح البرلمان
بدقةٍ طالما أفتقدها أمام العدو
يُحْكِمُ القناصُ زاوية التنشين
ويضحكُ..
طارَ العصفورُ في بياض عينيهِ
ارتجلَ الوطنَ والأغنيات.
الدَّمُ كتابٌ مفتوحٌ
هل أسميهِ "خالد سعيد"
هل أسميه " أحمد حراره"
انتهى الدّرسُ
تعلَّمْ كيف تحضن جرحكَ
كيف ترى
مَن باعَ هنا .. ومَن هناك اشترى !
(3)
حرقوا " وصفَ مصر"
لم يلتفتوا للسطر الأخيرِ
كعادتهم دبّجوا البياناتِ
شجبوا .. أدانوا الصبيّةَ العابثينَ
ذئبٌ في فروة فريسةٍ
أم فريسةٌ في فروة ذئب.
بكى "الفلكيُّ " فوق مدار النجومِ
طوَّحِ منظارَهُ السحريَّ وهو يتمتمُ:
اللصوصُ همُ اللصوص
والحراسُ همُ الحراس
والقصرُ نفسُ القصر !
