الرئيسية » » الخروج من محارات التوجس | جمال مرسي

الخروج من محارات التوجس | جمال مرسي

Written By Unknown on الأربعاء، 28 أغسطس 2013 | أغسطس 28, 2013

الخروج من محارات التوجس

صُبحٌ وَضِئْ
زَمَنٌ يَرُوحُ ولا يَجِئْ
أَسرِج حِصانَكَ واستعِدَّ لِلَحظَةِ الأَمَلِ الفَرِيده
يا قلَّما تَلقَي الشُّمُوسَ وقَد كَسَاهَا الفَجرُ
أَثواباً جَدِيدَه.
هيَ لحظةُ الميلادِ ، فاقنِصهَا
ولا تُلقِ العِنانَ لدَمعةٍ سَودَاءْ .
حلِّق بِشِعرِكَ
خلفَ حدِّ الإِنهِزامِ و قُل سأَبدأُ مِن هُنا
ومن الرُّؤى
سأقُضُّ نومَ البحرِ ،
لن أَدَعَ المِياهَ تُحاصِرُ الشُّطآنْ .
ولسوفَ أُخمدُ ثورةَ الرِّيحِ التي عَاثَت فَسَاداً
في الزَّمانِ وفي المَكانْ .
يا أيُّها الغيمُ الذي لامسْتَ آفاقَ السَّماءْ :
لا لن تكونَ ـ بُعَيدَ هذا اليومِ ـ
منفَرداً بنجماتِ الفضاءْ .
فاقرأ تراتِيلَ الوَدَاعِ
وقُل لَهُنَّ الآنَ قد حُمَّ القضاءْ .
بدرٌ سيولدُ فِي الرَّمادْ
و سيستَقِلُّ سفِينةَ الصُّبحِ
المُعطَّرِ بالوُرودْ
وسيلبَسُ التَّاجَ الذي صَنَعَتهُ مِن أَحلامِهِنَّ البِيضِ
نجماتُ البِلادْ .
يا بحرُ قِف خلفَ الشَّواطِئِ
وانتظِرْ.
واقرأ كتابَ الفجرِ
قد حملَتهُ كفُّ الشمسِ
فِي وَضحِ النَّهَارْ .
وسَقَتهُ أَزهارُ الرِّياضِ أَرِيجَها
قِف وانتَظِرْ .
أوَ ما رأيتَ الخيلَ تعدُو ،
والصَّهِيلْ ؟
والصُّبح يركبُ صهوةَ الأَملِ الجمِيلْ
وكأنَّهُ مَلَكٌ
يُتوِّجُ بالضِّيا هامَ النَّخِيلْ
وكأَنَّهُ ،
وقدِ استعادَ فُتوّةَ الزَّمنِ الذي أَضحى حِكاياتٍ
تُقَصُّ علي الصِّغارِ عَشِيَّةً
يُلقِي بليلٍ قد تربَّصَ بالحقولِ وبالمَدارِ
بقاعِ بئرٍ
لم تصِلْهُ الجانُ في الزَّمنِ البخيلْ .
ما عدتُ أُبصِرُ
في عُيونِ النَّخلِ آياتِ الشُّحوبْ .
كلاَّ ولم أَسمع لرملِكَ
.. يا عَتِيَّ الموجِ ..
أصداءَ النَّحِيبْ .
هِيَ لحظةُ الميلادِ فاحزِم ما تبقَّى
مِن حقائِبَ للسَّفرْ .
لا تنتظِرْ .
لم يبقَ ما أُلقيهِ في أُذُنيكَ فانعم بالفِرارِ
أَو انحَسِرْ.
أَمواجكَ الزَّرقاء خُذها
لا تدعْ سُفناً ولا جُثثاً
ولا قشّاً بِهِ تتعلَّقُ الذِّكرى أَو الليلُ الطَّوِيلْ .
خُذ ما تبقَّى من عوِيلْ .
وارحل إلى الجُزُرِ البعِيده .
ما عادَ يتَّسِعُ المكانُ لشاطئينِ ، ونجمتينِ
ولا لأَوهامٍ جدِيده .
خُذ ما تبقَّى مِن حِكاياتٍ عتيقهْ .
فلقد وُلِدتُ اليومَ من رحمِ الحقيقهْ .
وفراشتِي الحَمقاء .. مِن ضَوئِي المديدِ .. طردتُها
و نفضتُ عَن كفِّي غُبارَ القهرِ والمُدْنَ البلِيدهْ .
ولسوفَ أَخرجُ من محارَاتِ التَّوَجُّسِ و الهزيمةِ
كي أعيشَ مُحلِّقاً
.. كَالنَّسرِ ..
فِي جَوِّ القَصِيدَه .


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads