صريع هوى ً أفقت وما أفاقا
صريع هوى ً أفقت وما أفاقا | ونمت وبات يستبكى الرفاقا |
أعن أمر الوشاة قتلت نفساً | تساقط حسرة ً ودماً مراقا |
أدر رأييك في نشوات حب | أدرت به الأسى كأساً دهاقا |
أتصحو من خمار الحب دوني | وأهذي فيك وجداً واشتياقا |
وضعت الكأس حين رفعت كأسي | أعب هوى ً كرهت له مذاقا |
تكلفت المحال لعل قلبي | يجاذبك السلو فما أطاقا |
ودعوى الحب في الأقوام زورٌ | إذا لم يشربوا السم الذعاقا |
فلا ترض المودة من أناسٍ | إذا كانت مودتهم نفاقا |
بلوت المدعين بلاء صدقٍ | فلا أدباً وجدت ولا خلاقا |
دعاة الشر يتفقون فيه | ولا يرجون في الخير اتفاقا |
إذا كان الهوى دلفوا سراعاً | وإن كان الهدى ركبوا الإباقا |
كأن بهم غداة يقال سيروا | إلى العلياء قيداً أو وثاقا |
أسارى في قيود الجهل تأبى | لهم أخلاقهم منها انطلاقا |
لبئس القوم ما منعوا ذماراً | ولا رفعوا لصالحة ٍ رواقا |
ألست ترى مجال الجد فيهم | على سعة الجوانب كيف ضاقا |
أضاعوا الشعب حين تواكلوه | وساموه التفرق والشقاقا |
ولو أني وليت الأمر فيه | جعلت مكانه السبع الطباقا |
ولكني امرؤٌ لا شيء عندي | سوى قلمٍ يذوب له احتراقا |
وما تغني بنات الشعر شيئاً | إذا ما الشر بالأقوام حاقا |