وسم الربيع الأرض هفي كأختها
وسم الربيع الأرض هفي كأختها | قبل العيون وأختها كالتوأم |
بأبي جلالٌ راعني فنشدته | وأصبت معنىً فيه يخطئه العمى |
فطفقت أرمق وردةً فتانةً | ضحك الندى في ثغرها المتكمم |
فرأيت أني ناظرق حسانة | يقضي اللحاظ جليلة المتوسم |
رفعت يداً فإذا الغصون كواعبٌ | يرشفنني بنواظر المتهكم |
وإذا بساط الروض لج زاخر | للَه روعة موجه المتحطم |
وكأنما الورق النضير حمائم | كخواطر طافت برأس مهوم |
ووجدت صوتاً مثل أنفاس الصبا | عذب الورورد كأنها من مغرم |
صوت من البحر العميق كأنها | همس اللنسيم أو الحيا المترنم |
عجباً لمعنى في مطاوي لفظه | يذر الخلي رهين شجو مضرم |
يا من تأوبه الهمموم حياته | والهول يغشى كل كهف مظلم |
قد طال ما قطبت وجهك للدنا | حتى نسيت بشاشة المتبسم |
لا تحسب الزمن النضير براجع | إن السعادة فذةٌ لم تتئم |
هل كنت دهرك غير طيف حائر | أو كان عيشك غير حلم مبهم |
ولهذه الآن التي تزهى بها | من طيبها حلمٌ بحلم أدوم |
ولى الظلام وأجفلت أحلامه | فرجعت أرمق غضة المتنسم |
فإذا مكان الطل دودٌ فاتك | يا للحياة من الأذى التمحتم |