الرئيسية » » من أينَ كانَ البيت | سلمى فايد

من أينَ كانَ البيت | سلمى فايد

Written By غير معرف on الأحد، 16 يونيو 2013 | يونيو 16, 2013

من أينَ كانَ البيت


" من أينَ كانَ البيتُ"، 
تسألُني
فتاةٌ تُرشدُ الشيخَ
العجوزْ..
فأقولُ
من هذا الطريقِ
يجوزْ..
لو كانَ من حقّ الذي،
تركَ النّوافذَ كلّها مفتوحةً،
وبكى على جورِ الزّمانْ..
أن يلعبَ الدّورَ الأخيرَ،
لمرّةٍ أُخرى، لفضّلَ 
أن يُفرِّغَ مُقلتَيهِ بنفسِهِ،
كي لا يرى جُثمانَهُ
في صحنِ من عرفَ الطريقَ
إلى المكانْ..
ويقولُ لي
لو كنتُ غيري، ربّما،
لرأيتُني..
لو كنتُ قِنديلًا على 
رأسِ الطريقِ، لربّما،
أو كنتُ لصًّا في الظلامِ
ملثّما، عُشبًا بنافِذةٍ نما،
أو كنتُ حتى كلبَ جارتِنا
التي تشكو العمَى،
لرأيتُ حظّي قادِما،
وشممتُ نيّتَهُ، وكنتُ
عرفتُني..
فيقولُ شخصٌ ما سِوانا،
كان يستمِعُ الحكايةَ،
إنني لو كنتُ في ذاتِ المكانِ،
لكنتُ حاولتُ التماسُكَ،
أو نسيتُ الحادثةْ..
بيتٌ وأُحرِقَ، ليسَ أكثرَ،
أو أقلَّ، كأنّما سقطتْ سماءٌ
فوقَ بلدتِكَ القديمةِ، هكذا
تلهو بنا أيدي الحظوظُ
العابِثةْ..
سيشاءُ حظٌّ غيرُ هذا،
أن نُرمّمَ ما تبقّى، أو نعيدَ
البحثَ عن بيتٍ جديدْ..
فالحظُّ يعرفُنا،
ويقرأُ ما نُريدْ..
وإذا أصابَ البيتَ نفسُ الحظِّ،
ثانيةً، ففوقَ سماءِنا أرضٌ،
يُقالُ بيوتُها، ليست تُصابُ
بمثلِهِ، فلربّما هذا هو الرّأيُ
السّديدْ..
والحظُّ يُشبِهُنا
إلى حدٍّ بعيدْ..
كلّ الفناجينِ التي
قُرِأتْ على الرّملِ الجديدِ،
تُدارُ قهوتُها بخيمتِنا القديمةِ،
ها هُنا، 
من فوقِ آثارِ الدّمِ الماضي،
يسيرُ غدٌ ويمشي خلفَهُ
أعمى، تدُلُّ طريقَهُ 
بنتٌ تعودُ إليَّ تسألني
"تُرى من أينَ كانَ البيتُ" 
هل مازالَ
في الدّربِ المزيدْ..
فأقولُ 
لا أدري، 
أنا أيضًا أُريدُ البيتَ، 
لكنّ البيوتَ هي 
التي ليستْ
تُريدْ..

سلمى فايد
2013

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads