عشقي المسافرُ في عينيك ما تعبا
يصادق الليلَ و الأطيارَ و السـحُبـَـا
الليلُ ناشئةُ الأحزان إذ خطَرت
بالبال طلتها الحسناءُ فاستُـلِـبا
و الطير ترنيمة الأشجان إن هجرتْ
فيهجرَ الطير أعشاشـًـا ببنتِ رُبـَــى
و السحب ملهمة الأحداق إذ حملت
من المآقي شجونا تشتهي الهَرَبا
أطوي النهار حزينا كاتما وجعي
و يكشف الليل عن آهاتيَ الحجُبا
.......
لاموا عليَّ شحوبـًا شفَّ عن لهبٍ
يحرِّق القلبَ و الأحشـاءَ و الهدُبا
لا تعـتـبوا .. فــهــواها نبـض أوردتي
و راحةُ القلبِ .. أن يستعذب النـصَـبَـا
و كلما اشتعلت في القلب جذوته
بكى على وجعي النيروزُ و انتحبا
من اصطلى بلهيبِ العشقِ .. أعذرني
فـكـيـف أعــرِفُ في ذلِّ الهــوى طرَبا
......
لا تعرفون التي قلبي يهيم بها
لمّا استهام بها .. عن أضلعي ذهبا
كالليل هدْأتِه ، كالورد نضرتِه
كالبدر روعتِه ، كالطفل إذ لعبا
عينان وسنانتا الأطراف ، نظرتها
تهدي حنانـًا .. يزيل الهمَّ و الكُـرَبا
يستيقظ الليلُ في أجفانها صُبُـحا
يضيئ بين جفوني الشعرَ و الأدبا
.....
أهفو إلى روضة كانت تضمُّـك لي
فأبْصِرُ الوردَ .. يُتْمًا فيه مـنـسكبـا
و الياسمينَ مسجَّى في طرائقِها
مبدَّدَ العطر .. مشتاقـًـا لريحِ صَـبَـا
تُـؤوي شذاه إلى محبوبـةٍ هَجَرتْ
فصار عن نسَمات الروض مغتربا
ألقى السما كعروسٍ غاب سيِّدُها
أماتَ حزنـيَ فيها النجمَ و الشهُبا
......
أنــا - بغربة أيـــامي - بــلا وطـنٍ
سوى حنانِك .. ما أطوي به الغُرَبـَا
هذا حنيني – بملء الأرض – منكتمٌ
بالقــلــب .. منتظـرٌ آهي لينســربا
آهًـا تزلزل ظُـلمًا .. زاد في رهَقي ..
مازال يوغـــل في أعماقيَ التعبا
..................
الخرج - السعودية
15 أبريل 2013