الرئيسية » » أحضانٌ كأنها الاستنارة | مؤمن سمير | مصر

أحضانٌ كأنها الاستنارة | مؤمن سمير | مصر

Written By غير معرف on الأربعاء، 8 مايو 2013 | مايو 08, 2013





في غايةِ الجمالِ هؤلاء اليابانيونَ يا أخي ،
ولهم نكهةٌ تشبهُ قبلةً مكتنزةً بعد حساءٍ ساخنٍ .
حَدِّق في صورةِ قلبهم المختبئ وابعث ضمةً لانحناءاتِ الخارجينَ من سماواتِهم الواطئةِ ، مُشَذِّبينَ لحاهم ..  وبعد أن رشقت كل واحدةٍ : عصا رفيعةً في شَعرِها .. كي تنضبط الأحلامُ ، البيضاءُ بلونِ الأرزِ .
زحزح البيوت قليلاً لتدخلَ في وسط القريةِ ، بالضبط عند بيتِ الحبِ ، العادي الذي يشبهُ كل البيوتِ         إلا أن غيمةً باسمةً تَلُفُّهُ ..
دُقَّ على مشاعرِ البابِ لتَبينَ الرحمةُ التي يسمونها أمَّ الطيورِ وروحَ الشمسِ ، ستنحني وتغمِضَ شجرَتَها   و ترشُّ ابتساماتٍ تشبهها ،
و تُحلِّقَ في شُبَّاكِكَ الرابضِ فيكَ ..
يقودُكَ ظِلُّها الطريُّ ، لترتاحَ قربَ ظَهرِها .. الحقولُ وراءكَ وأمامكَ الموسيقى النائمة ، القريبة من أقدارِكَ ، من ناحيةِ الربِ المبتسم ..
مع أول رشفةٍ من " الساكو " تهلُّ المَلاكاتُ ، وعلى الوجوهِ سحاباتٌ وتلاواتٌ ( ما نحنُ إلا أخوةٌ نصاحبها معاً ، تلكَ الحياةُ ..)
حياتنا القاسيةُ علينا حتى من بعد " بوذا " ...
تومئ لإحداهن بِرَفَّةِ إحساسٍ ، قصيدة " هايكو" تجوسُ في الهواءِ ، كثيفةٌ ومشرقةٌ ومنيرةٌ كأمها الأولى ، فترقصَ كل عضلةٍ في خريطةِ الأخرياتِ لكما .. وينحنين بعد أن ترمي كلَ واحدةٍ في البحيرةِ اللامعةِ وردةً ،
وأمنيةً ...
تدخلُ فتذوقَ خَفَراً يليقُ بالليلةِ الأولى وتطلُعُ الحياةُ الجديدةُ رويداً رويداً بعدما ماتت الهَرِمَةُ ، واندهنت بُصَيْلاتُ كلامِكَ ، بعد التربيتِِ
على ثرثرةِ الذي كانَ ..
أنت الآن تتقدَّمُ ، كأنك نغمةٌ ، المحاربُ العظيمُ وجيشُ  " الساموراي " ورائكَ ، يَسلِّونَ سيوفهم لتدغدغَ إقدامَكَ ، وتَشُدُّ هي العصافير من تحت باطِها فتحقِنَ ذكرياتِكَ بالجيوبِ المتخمةِ بالفطائرِ والعرائسِ والربيع ، ثم تُقبِّلهم في عينيكَ وأنتما تركبانِ زهرةً تعودان بها للأرضِ وتقتلان التنانينَ ،
الرابضةَ خلفَ الجبلِ والسحابِ ...
يسكنُ الهواءُ خِصِّيصاً وأنتما تنحنيانِ ، وتَخرُجُ الفراشاتُ بكَ ، لتُعمِّدَكَ تحت الشجرةِ
فتحوزَ الغفرانَ
وتشيلَهُ للبعيدِ ،
هناكَ ..
دمعةٌ سمينةٌ ، تطفُرُ من قلبكَ
و النورُ يحطُّها في الخزانةِ ..
خزانةُ الدموعِ ،
التي يطلقنها في المساءاتِ
الباردةِ ...
ساعةَ لا يصافحهنَّ
صحبةَ روح ............

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads