الرئيسية » » قصيدة ( 16 ) | ديوان تصطادُ الشَّياطين | سمير درويش

قصيدة ( 16 ) | ديوان تصطادُ الشَّياطين | سمير درويش

Written By غير معرف on الأربعاء، 15 مايو 2013 | مايو 15, 2013



( 16 )
محاطٌ بنخيلٍ وأشجارٍ عاليةٍ
تضجُّ بخضرةِ الربيعِ في أوْجِهِ
بوشيشِ مُكَيِّفِ الهواءِ              
بالأوراقِ المتناثرةِ في زوايَا عَقْلِي
في وحشةِ غُرْفَتِي
وبالصمتِ.
محاطٌ بمواقِفَ متفرِّقةٍ من تاريخٍ
ليستْ فصولُهُ متشابهةَ السَّوادِ
برسائلَ متعاليةٍ
ووجوهٍ لا تمنحُ نفسَهَا لأصابِعِي
تلكَ التي لا تُجِيدُ القبضَ
على المَلامِحِ المارقةْ!

محاطٌ بذاكرةٍ لا تستطيعُ الاحتفاظَ بِدَمِي
تغيِّرُ لونَهُ كلَّمَا ثَقُلَتِ التفاصيلُ
وتزاحمتِ الوجوهُ التي لا تتوقَّفُ
إلا برهةً
كي تعبُرَ إلى مدارجَ أُخْرَى
أكثرَ رحابةً.. رُبَّمَا
أو أكثرَ فهمًا لتشكيلِ الأجسادْ!

محاطٌ بأحبَّتِي الذين يريدُونَ حيواتٍ كاملةً
لا تنغِّصُهَا بهجتِي!

محاطٌ بذنبٍ يأْنَفُ اللهُ أن يصنَعَهُ
: لا أمْلكُ ترفَ الاعترافِ
بأنَّنِي تنازلْتُ عن وردةِ الطفولةِ
لكنَّهم تصوَّرُوا أنني سرَقْتُهَا.. كامِلَةْ!
وأنني سلَّمْتُ زهرةَ الشبابِ للرَّمَالِ
تلكَ التي تتشوَّقُ للقنصِ
كُلَّمَا أعطيْتُهَا مزيدًا من خلايايَ
وأنَّنِي سلَّمْتُ حِكمتي للطَّرِيقِ السَّريعِ
لكيْ أموتَ غدرًا
على أحدِ منحنياتِهِ القاتلةْ.












محاطٌ بمُوسِيقَى حزينةٍ اصطفتْنِي
بلوحاتٍ احْتلَّتْهَا الألوانُ الكابيةُ
بعطورٍ لا تنفُذُ إلى رئتيَّ
بوجوهٍ تتنافسُ على سلبِ حريَّتِي
بقصائدَ لا تطفُو على سطحِ اللُّغَةِ
برفيقَاتٍ ينتظرْنَ وجوههنَّ في وجهِي
محاطٌ بكِ..
محاطٌ..
بذنوبي!
5/ 6/ 2009
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads