طفولة
حانة خشبية تطل على ليل البحر المتوسط
يقبع الشاعر وحيدا في عزلته
يكرع كوباً من البيرة المكفهرة .
هو الآن مترع بالذكريات
ذكرى رفاقه الصاخبين
يلوح بنظراته بعيدا عن فضول الخواء
يضج الحان الخشبي بإيقاع خلانه البعدين
يشاركهم نخبهم رافعا كوبه نخب أكوابهم
فلا تعانق غير الغياب.
غير عابئ بالمسافة يطلب لهم مزيدًا من القوارير
الباردة مكتفيا بمداعبة رؤوس أصابعه
لخشب الطاولة اللزج المشبع بزبد البيرة
مراتٍ ومراتٍ...
دون أن يتفطن إلى غفوة أصابعه
على طفولة الشجرة