* للصديق حسين المنجور لعل ...
لست بشيء ذي قيمة
ومؤكد أنني أجهلني
يحتمل أن الآخرين لم يلحظوا وجودي
أذكر أني كنت ابنا لأبوين أسكرهما قدومي
حتى ألقيا حلميهما في جب الطمأنينة
حين صادفتني ذات منعرج
كنت ملقيا على قارعة المحرقة
تحسست أطرافي
عليّ أشتم نبيذ كياني
وأهيل على السأم غبار اسمي
هل أنا مجرد ملصق لإعلان مبتذل
معلق على ناصية جدار في زقاق مهجور
أم عقب سيجار رخيص في فم متشرد
قنينة عرق بلدي
مجتها شفاه جوقة صعاليك
أم كلبا يقعي على أربعه
ويتحشرج نباحه مرتاعا
يسيل لعابه ممزوجا بلهاث الرعب
وبقيء الخوف
يمد لسانا محموما
وعينين كالوحشة مطفئتين
حتى اللحظة
لا زلت أجهل نفسي
أأنا ذاك المغمور يستاف الوجع
كلما بسطت بلاده دفاتر التاريخ
وردد الصدى الفضيحة
أذكر كان يلوب بين ضلوعي قلبا
ودما كان يسري في شراييني
وفي صدري كنت أسمع دوما قرعا للأبواب
ما زال على جبيني يتهدج وسم الطيبة
ومذ أعرت الحارس مفاتيح غنائي
بركت أقبية الرعب بسريري
مد الجاثوم عنقه بمداي
وسكرت بالصمت
حتى أدمنت الركوع لأسيادي
أذكر أني رهنت جسدي
وصراخي وعويل أضرحتي
وتسولت خلاصي لزمرة أوغاد
باعوني النصر
وأقاموا من مزق أحبابي مداميك
لصولجان زيفهم
ورموني في دهليز النسيان
حتى ران بمراياي الذل
ونسيت أني إنسان
من ينتشلني من موتي
ويهيل على القبر مطرا
وأغنية تحفل بالنور
صلوات ليست معطوبة
ويسند بحطامي سموات الله
ويكتب في دفتر أحوالي
هنا يرقد مسخ
من فرط الوهم
بلغت به الخيلاء
شأوا
حتى جاء الطوفان ،،،
ابراهيم الشمر
(السعودية)
