الرئيسية » » ربما عزمى عبد الوهاب

ربما عزمى عبد الوهاب

Written By غير معرف on الأربعاء، 20 فبراير 2013 | فبراير 20, 2013

ربما
عزمى عبد الوهاب

أبانا الذي في الشوارع
منحت امرأةً واحدة كل هذا الجمال
ومنحتنا وحدَنا كل هذا القبح
فانكشفنا كصرخةِ يُتْمٍ
فوق قبرٍ فقير
قلت لنا: إنها امرأةٌ
تدخل الحياة بقليل من البهجةِ
فلا تقربوا
واقتربنا
كنا خارجين من الهواء النظيف
صوبَ الأحياء العطنة،
ظهرنا مكشوف كالريح
وقطارنا هارب بجريمةٍ كاملةٍ
قلت لنا: ادخلوا
ودخلنا
كانت أحذية العسكر تدوس أحلامَنا
وتحشو رءوسنا بقنابل الدخان
قالوا: ارجعوا
فرجعنا!
هل تُراك قايضتنا بحفنةٍ من لصوص؟!
أبانا
الفئرانُ في الساحات، تحت الكباري،
في المقاهي والأزقة
في مبنى الرئاسة ووزارة الدفاع..
والجثثُ تملأ العرباتِ الفارهة
هل ترى؟!
الطاعون في عيوننا
تحت جلودنا
قلت: إنه الحصار
قلنا: أعدنا إلى أمهاتنا
فلم تدلنا يداك على الطريق
رائحة الحرب
كانت تزكم ميدان التحرير،
والمظاهراتُ تمنع عاشقين
من الوصول إلى الحب،
والجغرافيا
تبدأ الآن من نشيج امرأة
محبوسةٍ في "عصفور الجنة"
فلماذا أرشدت أقدامنا إلى تلك المسافة
بين سرير للجنس
وهتافات تُسْقِطُ الحكامَ
الذين ترهلوا في مقاعدهم؟!
أكان لابد أن نؤرق امرأةً
تخطو نحو الماضي
طائعةً كالماء،
وناعمةً كالسكين؟!
أهديناها:
تصبحين على حب،
وأهدتنا: قلبي مغلقٌ على جثةٍ باردةٍ
ورجل دافئٍ كالجراح
كل شيء لم يعد على ما يرام
انخدعنا
أليس كذلك؟
هذا صحيح:
المدينة تبدو كسيدةٍ مسنةٍ
خرجتْ من حربٍ خاسرةٍ
وفوق تل الجماجمِ المهزومة
كانت أحذيةُ العسكرِ تبتسمُ
في فراغٍٍ ساخرٍ
بينما الدماء تنْسرب من جلودنا
لتزين أجساد النسوة
اللاتي فتحنَ أعضاءهن للحب
فصرن أقبحَ من نكتة لم تضحِكْ أحداً
أبانا
هل أنت –فعلا– "أبانا"؟!



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads