إبراهيم الملا
(الامارات)
أغنية صغيرة
أيتها الغرف الرخيصة
العالية على بؤس العالم
هناك في الفندق الكئيب
حيث جربت الحب
حتى ضجرت من يدي
هناك حيث رأيت الصحراء
في أغبرة الليل
في السماء الحالكة
وفي أغنية صغيرة
لفظتها امرأة لا أعرفها
ورمتها السنونوات على نافذتي
هناك في الغرف العالية
على وهم الحياة المبجل
ربيت الكراهية كما يجب
وفتحت دولابي الشائخ
فلم أجد سوى رأس مقطوعة
وحفنة ذكريات نائمة
رأيت النهار بنصف وعيه
والمصابيح كالمشانق
رأيت نهرا من الكلام
وصخرا يتدحرج
إلى كوابيسي
أيتها الغرف العالية
غرفة صغيرة في القلب
ما أحتاجه
غرفة اصغر من عربة فارغة
في صحراء
..............................
خرافات ملونة
عندما أصمت
أيتها المرأة الوحيدة والنائية
مثل شرفة
فلكي أصغي
إلى يديك
وأطرز الغيم على قامتي
حتى لا ينهمر فرح كثير
بين يدي الصدفة
عندما اصمت
أوقظ المياه النائمة
منذ ألف عام
في صفصافة الحديقة
وفي الأشجار التي سودتها
ظلال الأيام
...........................
هجرة
ربما
نسيتهم
وتركت الحجر
يرتعش في عزلته
ربما تركت الساحر
يرتع في الذهول
ربما ذكرى عصفوري
قتلته بغيابك
بمشاغلك أيضا
وأنت تسرح البراري
والموسيقى
وهذيان الحب
ربما بقلب فارغ كما الليل
ستترك لهم حزنا
يشبه جنازات
في الفجر
......................
عودة
تنتظرين
الردهة بأكملها تنتظر
تكلمين إناء الزهر
وقنينة العطر
تقشرين زوائد الحناء
بالجمال ذاته
الذي يشيخ في اللحظة
بالحنين الذي يدمر العمر
بالأظافر المقلمة، والحواجب
بأحمر الشفاه
وسواد الألم
......................
مهنة
ماذا لو تركت المشاغل
على الرف
وفتحت الدواليب
لشغب الظلال
ماذا لو كنست البياض من الغر
أو أجلت المحبة ليوم
ماذا لو تركت يديك في الطيف
والشراشف في السماء
وأزحت عن الوردة وحشتها
ماذا لو مت قليلا
على غفلة من الحجرات
وتريثت في سهوي
مثل جرح نسيناه
وأسماء صبغناها بالغياب
ولم نزل.
