الرئيسية » » عن نافذتي المتألمة من زلزال | صلاح فائق

عن نافذتي المتألمة من زلزال | صلاح فائق

Written By Unknown on الاثنين، 17 يوليو 2017 | يوليو 17, 2017

عن نافذتي المتألمة من زلزال
*
أكتبُ عند الفناء الخلفي لبيتي
عن رجلٍ يغني في إحدى الروايات
بعدما غرقتْ سفينته وانقذه كلبه الجريح
برجاءٍ مني .
ينبغي ان اتذكر هذه القصة حتى بعد سنوات
مثالاً عن الجمال .
لا يغير قناعتي هذه ، إرتدائي معطفي الابيض
وتوجهي الى عرسٍ في قريةٍ بعيدة
انتبهُ الى هواءٍ يدور حولي ، كانه يبحثُ عن
طفله الضائع .
اسالهُ ما يريدُ، لا يجيبُ .
*
أخيرا اخلو من اوهام العدالةِ
التي لا يعرفها نسرٌ او ثعبان
بذا يزولُ قلق المدنِ
من مسيراتِ محكومينَ ساعة الفجر .
لتتخلص من هذا ، عليك قبول نداء البحر
فهو وحده ما بقي لك من الايام :
منه تعلمتُ لا خير في اي مكان
وانما شرٌّ اقل
والمطلقُ حين يحيطُ راسك الخارجِ منذ ايام
من مجاهل حياتك الغريبة
فلكي تنتبه الى واجبك اليومي ـ
تزيل الاذى عن شجرتك الوحيدة
ثم تمشي مع الفجر في طريقٍ للذئاب
بعدما تمطيتَ طويلاً في الفراش
لتتجاهلَ بقية اسرارك .
*
أبدأ كتابتي ، سامعاً لغطاً من وراء الباب وشتائم
هذه لحظاتي الاخيرة قبل ان اتمّمَ ما بدأتُ
ثقتي مؤكدة ، متعجرفة قليلاً
فما زلتُ خائفاً من زلزال الامس
واظن نافذتي متالمة ايضاً .
انا هنا لأعبّرَ عن نفسي ليس بالكلمات
وانما بالهمسِ ، مستعيناً بفمي الكبير
بينما مصباح هذه الغرفة يضيء نصفها الآخر
ويبقيني في الظلام
لذا آوي الى فراشي قبل ان يهدني تعبٌ او إعياء
مثل رجلٍ عجوز .
في هذه القصيدة ، التي لم اكتبها بعد ،
اتلمسُ طريقي ، من مقطعٍ الى مقطع
بركبتينِ ملتويتين واحاول جهدي ان اوجه قصيدتي
نحو الليلِ واسخرَ من مصائب هذه الحياة
*
على مقعدٍ قريب كومة عقاقيري
احملها معي احياناً وانا اغوصُ
في زقاقٍ بعد زقاق ، حين يطردني فيضانٌ
من بيتي ، اتخففُ في الطريقِ والقي عن كتفيّ
تعاليم ابي ، وذكرياته البائسة ، في اوحالٍ
اعودُ الى غرفتي ، بعد انتظار طويل ، لأواجهَ وساوسي
وخوفي ورغباتٍ كثيرة حولي .
*

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads