تمساح عجوز
نعم أنا تمساح عجوز بلا أسنان داخل غرفة ضيقة ، ذيلى
المقطوع لا يستطيع خلق توازن بين الرغبة فى التحرر وبين العجز،
أسنانى لا تقوى على مضغ المرارة ..فأنام بعصافير كثيرة
تسكن معدتى
فى الصباح تصبح الشواطئ الخرافية مرايا أرى فيها حراشيفى
تتخلى عن نزعتها اليقينية فى حمايتى
ربما أنا ميت منذ أخر محاولة صيد
العمى يجعلنى أبدو كمهرج، وهو يرقص فى بحيرة أفكاره
أسقط كسمكة جائعة فى فخ الإيمان بعقيدة الأرض
حيث يصبح الماء جنة مفقودة
الهواء اللزج لا يقيس فقط سيولة الوقت
بل يقيس مدى اهتراء جثتى
أنا المحنط هنا داخلى مثل بندول يبحث عن جدوى التأرجح،
داخل معادلة صفرية ..
تمساح يحب الليل لأنه أقرب للغة المرأة، تحك بجسدها جسدى
..فأصير غريزة للقتل العشوائى وأنا أفتك بعظامها اللينة ..
أقع داخل تناقضاتى مجددا
أنا تمساح بلا فك ولا أسنان ولا عقيدة للقتل من أجل
الحياة
ولذلك أعيش فقط كحيوان ينتظر صدفة أن تتشوه المرايا للحد
الذى يبصر نفسه إنسانا
ليكون أكثر اتساقا مع ذاته
بلا شعور مرضى بالخيانة
وأنه يصبح أكثر هشاشة أمام الحزن
كلما قضم قطعة من لحم ذاكرته
ولم يتذكر طعم غريزته !
