الرئيسية » » لأن الأيدي تموت | مالك فؤاد

لأن الأيدي تموت | مالك فؤاد

Written By Unknown on الأحد، 2 يوليو 2017 | يوليو 02, 2017

أعرفُ بأنكِ ستبتسمين
في هذا الصباح الباكر
وأنّ يدكِ لم تعد تصيبها الرجفة
بعد أن ربتت على كتفي
من البعيد
أعرفُ بأنكِ مُتعبة
وتلهثين في ميلكِ للنوم
وأنّ الأغصان في مثلِ هذا الوقت
تتنشّط
كما لو أنها تلتقطُ لهاثكِ.
لكنني وأنا بعيدٌ الآن
أكثر من غيمة
وأنا قريبٌ ومنتظم
أكثر من دورة دموية
أريدُ أن أُطلق ضحكاتٍ عالية
أشعار
أو بكاء
مثل رجلٍ مُتعب
مُضطرب
أو تائه
يحاول أن يستميل شيئاً ما
شيء ما يُشبه قلبكِ.

**

أريدُ أن أصنع حياةً أخرى
حياة بعيدة عن الابتسامة والبكاء
عن الحب والكره
عن الوحدة
وطابور الضجر الطويل
أريد أن أصنع حياة
هادئة
وخفيفة
كانعكاسِ ابتسامتكِ
في مجرى نهر.

**

أقراُ قصائدكِ التي لا تكتبينها من صوركِ الجميلة
أقرأُ شامة خدّكِ
أقرأُ وجهكِ البعيد الدافئ
أقرأ السَكينة التي تمشي في أنفاسكِ
أقرأُ تعبكِ
ولهاثكِ الرقيق
أقرأُكِ كاملة
وناقصة
أقرأكِ كما لو أنكِ
أعمالي الكاملة
والوحيدة.

**

امرأة وحيدة
ورجلٌ يعرُج فوقَ كفّها
يمشيان معًا نحوَ الغابة
هوَ
يجلبُ لها الصباح
وهيَ
ترمي ذئابه بعيدًا
كانَ يُحبها
لأنها تؤّمن لقدمهِ الطريق
وكانت تحبه
لأنه لا يُغادره.

**

سنكبرُ جميعًا يومًا ما
ونعرف بأنه لا يَد تربتُ على الكتف
لأن الأيدي تموت
أحيانًا
قبل أن يموت أصحابها.
سنعرفُ بأنّ الأنهار تجفّ
ليس لقلّة المطر
أو لأنّ الغيم كان منشغلًا عنا
بل لأنّ أحدهم لم يلتفت إلينا
يومًا ما
بينما كانت حياتنا برمّتها
تلتفتُ نحوه.
سنعرفُ أنّ درج البيت
لم يعد كافيًا
لنعدّ خيباتنا.
سنضعُ عيننا على الطابق العلويّ
خيباتٌ أكثر
انتحارٌ أقلّ.

**

أنا عددٌ كبير من الأشخاص السيئين
وحنجرتي شارعٌ طويل
تتساقطُ فيها جثث الكلمات الميتة
أنا الأشجار المتيبّسة
والقبرُ الذي سيحتوي
هذا العالم بأسره
العصفور الذي سقط قبل قليل
والزهرة التي ذبُلت
فدهسها ذئبٌ لا يُبالي
بمشانقِ الطبيعة
أنا ذاك الضجيج الذي
أحاول أن أكتبه
في غيابكِ.
**

أحبكِ كما تفعل الأمهات
أحبكِ بطريقة سيئة جدًا.



ضفة ثالثة : العربي الجديد

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads