الرئيسية » , » وَحْشَة من ديوان (كتابة تخصني) | هشام محمود

وَحْشَة من ديوان (كتابة تخصني) | هشام محمود

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 27 فبراير 2017 | فبراير 27, 2017

وَحْشَة
من ديوان (كتابة تخصني)
                                                    هشام محمود
هل يُمْكِنُ..                                                   
أن يتمَشَّى طائرٌ على الكُورنيش،                      
ويُسْمِعَ أنثى كلماتٍ تُوجِبُ العِقَابَ
- على رأى -
فتعاقِبُهُ بابتسامةٍ صَلْعَاءَ
لا تُفَسِّرُ موقفًا ما،
ويصبحُ طائرًا ودودًا وطيبًا..
يشكرُ الآخرينَ بلا مُبرر،
ويقومُ للسيداتِ في المترو،
ويرسمُ على وجهِهِ ابتسامة عريضة..
تُصْبِحُ فيما بعد مُلصَقًا دعائيًّا
يوزعونَهُ على السُّيَّاح..!       

هل تفعلُ ابتسامةٌ صلعاءُ كلَّ هذا..؟
وهي التي لم تفعلْ شيئًا على شَفَتَيْ (لارا)
عندما رحلتْ في هدوءٍ،
وتركتْنِي أعيشُ الموت..!

أمامَ جُمْجُمَةٍ صغيرةٍ،
ونهدٍ وحيدٍ باسمٍ..
لامرأةٍ في الرابعةِ والعشرين،
سأقفُ طويلًا متأملا أبعادهُمَا،
وربما أثنى على اللهِ..
مُنَوِّهًا بصورتها عندما التقينا آخرَ مَرَّةٍ..
في (الحديقةِ الطباشيريَّة).
ملحوظة:
ليستْ لهذا الاسم أدنى علاقةٍ..
بالعصر الجيولوجي،
فقط
هو اسمٌ أطلقناه عليها..
لأسبابٍ لا تخصُّ أحدًا،
منها: أن عيونًا من الطباشير كانتْ تراقبنا،
بينما نختلسُ لحظةً فريدةً مُضيئةً..
في ليلِنَا مَعًا،
وأننا لم نجدْ غيرَ الطباشير..
لنرسمَ القلبَ والسهمَ،
وحرفيْ اسْمَيْنَا الأوَّليْن
(الهاء والدال)

كانتْ شقراءَ بما يكفى..
لإقامةِ الحُجَّةِ على جمالِ (الشَّقْرَاوَات)
وكنتُ أحِبُّهُمَا..
هاتين العينين هادئتي (الازْرِقَاق)
قالتْ: سَأحبُّكَ حتى آخرِ العُمْر.
سألتُهَا: عُمْرُ مَنْ..؟
أغمَضَتْ نَجْمَتَيْهَا وضَحِكَتْ،
فكتبتُ قصيدةً حداثيَّة..
تتناثرُ فيها (مئةُ عامٍ من العزلة)*


*رواية شهيرة لماركيز.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads