الرئيسية » » ثرثرة الوحيدات | خلود الفلاح

ثرثرة الوحيدات | خلود الفلاح

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 27 فبراير 2017 | فبراير 27, 2017

ثرثرة الوحيدات
خلود الفلاح

في الخمسين
تصبحين امرأة أخرى
تثرثرين مع صديقات وحيدات
عن الروماتيزم الذي أتعب الركبتين،
النوم المتقطع،
العشاق الافتراضيين،
والحب في أفلام الأبيض والأسود
تواصلين الغناء:
 أنا عندي حنين""
تشبهك قصائد آنا اخماتوفا
وقصة حياتها المحزنة
ستهتمين أكثر بنعومة يديك
طلاء الأظافر
خلطات شد البشرة
وصفات الوزن المثالي
في سن الخمسين
تراقبين
نفسك كحكاية مملة.
****

هناك أشياء لا يمكن الاستغناء عنها
النبتة الخضراء في مطلع الدرج
قصائدي
سيناريوهات صديقاتي الجديدات

المملة
الاباجورة التي تنير ليل بيتي
الشاهدة على خلافاتنا اللذيذة
صوتك
حين يقول: أحبك يا....

****
الفتيات الصغيرات
يملأن الفراغ
بحكايات قديمة
عن آباء ذهبوا إلى الحرب
وأمهات يصنعن الفرح.
الفتاة الصغيرة
برفقة الدمية الوحيدة
تتأمل بكاء الضيوف
عن آباء ذهبوا إلى الحرب!
****

المرأة الواقفة أمام المرآة
لاحظت
أنها كبرت جداً
وما تتمناه أن يفتقدها من أحبت.
ستخبر الصغيرات
أن الحب ليس ما يكتب في سيناريوهات الأفلام

تتأمل وجوه الفنانات على شاشة التلفزيون
المحقونة بالبوتكس والفيلر
يعجبها غرامهن بالحياة.
في المساء
تكتب رسائل طويلة
عن نباتات مدخل البيت التي ذبلت،
الملابس التي تنساها على حبل الغسيل لأسابيع،
والوقت الذي تقضيه في تلميع الغبار عن صورتها القديمة.
ستتبع نصيحة إحدى الصديقات بأكل الشوكولاتة
"لأنها تبعث على السعادة وتحسن المزاج"
وقبل أن تذهب للنوم
تردد أغنيتها المفضلة لصباح "أحس قد إيه وحيدة".
***

بحة صوتك
ورائحة منزلنا
الذي أصبح أكثر هدوءاً
مشهد لصورة فوتوغرافية.
***

رفيقاتي القديمات
اتخذن قرار نسيان الوحدة خارج بيوتهن
التقطن صوراً ملونة
لتشييد العالم بتاريخ جديد
رقصن على صوت نانسي عجرم
تاركات حليم يرقد بسلام
لن يشغلهن ما يجري في العالم
عن كتابة سيرة حياتية
غير صالحة للنشر
عن أنفسهن، الأيام، الخوف، القضاء والقدر
وفي كل يوم يقلن لأنفسهن في المرآة:
صباح الخير
****

فقط
لو تنضجي قليلا
وتتركي
توقعات
ماغي، جمانة وكارمن
ستتسع المدينة لابتساماتك.
***

في ظروف عادية جداً
النساء التعيسات
يتعقبن
موجة دافئة في نشرات الطقس
في ظروف عادية جداً
وبالتقسيط المريح
يبعن
ذكريات
فرح
وبالونات جميلة.
*** 

كم مرة أحبته
تركت القصائد عند النافذة
لتنمو بهدوء
أحبت فيروز لأجله،
المظلات،
السفر،
وكلام الأطباء،
عالم الرواية والشعر،
واليوم
كم مضى من الوقت وهي تحب؟

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads