الرئيسية » , » حديقة الخالدين * | غادة نبيل

حديقة الخالدين * | غادة نبيل

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 19 ديسمبر 2016 | ديسمبر 19, 2016


حديقة الخالدين *


خلفى مسجد بناه مهندس إيطالى
مسجد
تخترق معماره الخارجى ساعة
ما المعنى
فى أن تكون الصلاة بالساعة ؟


المهندس إيطالى و أرض الحديقة المجاورة قذرة . المُنظِّرون سيستغلون الأمر للتأكيد على الهانتنجتونية أما أتباع الإمام الداعى إلى قتال الحكومة فسوف يدقون لافتة على اسم المعمارى الفلورنسى من مواليد المنصورة مكتوب عليها :" أبو شبانة للمقاولات".
 _ _ _ _ _ _ _ 



كيف جمعوا رءوس كل هؤلاء هنا ؟
من أول عقل فكر أن الخلود يكمن فى الجرانيت ؟

يجب الجلوس على مصطبة من القمامة لتدبرالأمر . الأطفال  سيصيبهم ارتجاج فى المخ من عمائم البازلت للنديم و محمد كُريم ، سيجرح مؤخراتهم عود سيد درويش وهو أمر فطنت له الحكومة فقامت ببناء تلك المنزلقات الرخامية المحيطة لكسب أصوات آبائهم فى الانتخابات .
من جلستك هذه قد تتوصل إلى الهدف من تعلية الحديقة فوق مستوى البحر : الـ " ﭬـيو " سيضمن هواء أكثر برودة للخالدين و لن يحتاجوا إلى مراوح كهربائية كتماثيل آلهة الهندوس . الارتفاع سيهدئ المشاعر الطبقية لرواد الحديقة من طبقات الشعب                                                        والرءوس يجب أن تظل قريبة من المسجد .  

لم يكن على الخالدين من حرج . هم كشِلة يحتاجون للتجاور فى الليالى التى تخلع فيها النوّات الألوميتال ، و هم أكثر من يعرف كيف لا ينوب اختراع الذاكرة عن وجودها من كثرة ما حشروا الزمن فى جلابيبهم . بعضهم أراد الاحتفاظ بالماضى والبعض أراد المستقبل وبقى من أراد الحاضر منبوذًا إلى أن أدركوا بعد فترة  تفاهة هذه الاختلافات .
كل ما كان عليهم أن يفعلوه فعلوه .عاشوا ، ناضلوا ، ضحوا بحياتهم ولكن الخلود كانت له متطلبات لغوية اضطرتهم لحذف " الآن " و " غدا " و " أمس " من جلسات سَمرِهم ، و كلما وجد واحد منهم أنه سينطق بإحدى المحرمات الثلاث لاكها بسرعة ثم بصقها.
بعضهم من موقعه يمكنه رؤية ساحة إعدامه كل ليلة وللأبد و هو ما بدا عقوبة غير مفهومة للفانين بينما حظى آخر بتمثال ليس لمواقفه الوطنية - كما يشاع بالمناهج - بل لقدرته على التنكيت و التبكيت *على من لجأوا للحديقة من شباب الماكستون فورت وتم تفسير استبعاد النساء من الخلود بعلة نقص الدين و العقل.   

الخطأ الوحيد ربما كان فى الاسم الذى أقلق باعة السواك و البخور فى الأكشاك القريبة. الاسم بقى كدلالة على سوء النية ومن يتسامح مع عود لمسطول الموسيقى لن يكون فى وسعه التسامح مع الخالدين .
لا شك الخطأ جاء من العمال الذين وضعوا اللافتة فى اللحظة الأخيرة .
مثل هذه الأشياء تحدث .
ثم إن الحكومة لا يمكنها التفكير فى كل شىء .
__________________________________
*حديقة تطل على البحر فى الإسكندرية و " التنكيت و التبكيت " عنوان أحد أهم صحف الثائر الوطنى عبد الله النديم





التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads