الرئيسية » » نَنْ فِيكْشَنْ | أحمد صابر

نَنْ فِيكْشَنْ | أحمد صابر

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 19 ديسمبر 2016 | ديسمبر 19, 2016


-
نَنْ فِيكْشَنْ



لَا تَسْأَلُوا
عَنْ/ مَعْنَى
أَنَا لَا أَعْرِفُ المَعْنَى،
والمَعْنَى / لا يَعْرِفُنِي
المَعْنَى، فِي بَطْنِ الرِّيحْ
والرِّيحُ تَعْرِفُ وَجْهَ الهَواءْ
        (والهَوَاءُ يَتَحَوَّلْ)
الرِّيحُ تَعْرِفُ:
وَجْهَ الهَواءْ/
مِنْ بَيْنِ تُفَّاحِ الفَضَاءِ تِلْوَ فَضَاءْ -
والفَضَاءُ سَفِينُ العَادَةِ حِينَ التَّصَوُّرْ،
والفَضَاءُ سَفِيرُ الرَّاحَةِ والتَّعَبْ/
والعَادةُ صُورَةُ الحَدَاثَةِ فِيمَا بَعْدَ العَوْلَمَةْ!

الحياةُ طَوِيلَةٌ .... جِدًّا
وقَصِيرَةٌ جِدًّا جِدًّا
وصَعْبةٌ ومُلْتَبِسَةٌ ومُفَاجِئةْ
والأفَكَارُ : نَمْلٌ
يَسْتَثْمِرُ وَقْتَ اليَقَظَةْ
فِي مَصْنَعِ ڤودْكا-أَصْلِيّْ-

مِنَ اللامكانِ الذِي أَهْجُرُهُ بَعْدَ قَلِيلْ
أَرْقُبُ طِفْلًا يُسَمَّى "جَمِيلْ" ،
ويُدْعَى "سَعِيدْ"
يَأْكُلُ كُلَّ الكَلَامِ الذِي تَسْمَعُ أُذْنَاهْ
ويَمْسَحُ فَمَهُ بِسَاعِدِهْ
ويَنْظُرُ، هَلْ تَبَقَّى شَيءْ ..
هَلْ تَتَمَكَّنُ رُوحُ النَّصِّ أَنْ تُلْقِيَ عَيْنًا أَخِيرَةً فِينَا
هَلْ تَتَمَكَّنُ عَيْنُ اليَقِينِ مِنْ رُؤْيَةِ سَقَمِ الجَسَدْ

المخَاوِفُ والحَاجَاتُ والرَّغَبَاتُ والمَحَاذِيرْ/
السُّكَّانُ الأَصْلِيُّونَ لِأَرْضِ الحَيَاةْ
والحَادِثُونَ : بَ يْ نَ "أُوفَرْتِيُورَا الفُوهْرَرْ، وجُبَّةِ الحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورْ، وقَانُونِ الشَّيْخِ الرَّئِيسْ"
مَنْفِيُّونْ.
مَ نْ فِ يُّ ونْ.
 
غَسَلَتْ
بِدُمُوعِهَا "القَدَمَيْنْ"
وبِشَعْرِها مَسَحَتْهُمَا
كَمْ حُرَّةْ
مَاتَتْ مِنْ جُوعٍ كَمْ
مَرَّةْ/
وثَدْيَاهَا فِي فَمِ الأَرْضْ/
وظَهْرُها تَحْتَ الزَّغَبْ
لَمْ تَشَمَّ رائِحَةَ الوَلِيدِ الجَدِيدْ
ولَمْ يَرْوِ الكَوْنَ لَبَنْ -
فِي دَارِ الشِّفَاءِ تِلْكَ/
لَا يُزرَعُ الدَّوَاءُ إِلَّا ِللأَحْبَابْ
لَا يحْضُرُ الطَّبِيبُ إِلَّا مَدْفُوعًا
لَا يَحْيَا الأَمْوَاتُ إِلَّا بِالدَّوْرِ
ثُمَّ لَا يُسمَحُ بِالزِّيَارَة إِلَّا: لِلْوَارِثِينْ
حِكْرٌ عَلَى قَلِيلِينَ جِدًّا عَرَبَةٌ أُولَى فِي قِطارْ
ونَفْسُه القِطَارُ حِكْرٌ عَلَى َسِوَاهُم مِثْلِهِمْ.
(سَرَقَ الحَمَامُ زَاجِلَهُ مُنْذُ البَعِيدْ
ولَمْ يَعُدْ مِنْ فُرْصَةٍ أَمَامَ الرَّسَائِلِ سِوَى اليَعَاسِيبْ،
وبَيْضِ الزَّوَاحِفْ ...)
غَرِيبَةٌ أَشْكَالُ النَّاسِ ورَائِحَتُهُمْ
مَا هَذِهِ المَشْرَحَةْ؟!
ومَنْ أُولَئِكَ إِنْ لَمْ ْيَكُونُوا مُلُوكَ الدُّودْ.
يَا أَنْتُمْ خَيَّبَكُم شَتَّى إِلَاهُكُمْ
لِمَاذَا هَكَذَا خَلَقَكُمْ
ثُمَّ لِمَاذَا تَرَكَكُمْ
يَا لضَيْعَتِي بَيْنَكُمْ - يا أَوْلادَ المَلَاعِينْ
ماذا أَفْعَلُ بِنَفْسِي/
بَعْدَ إِذْ قَتَلْتُها- أَنْكَرْتُها، أَحْرَقْتُها
رَمَادُها أَنَا الآنَ
لَكِنْ لَمْ تَقْتَنِعِ الرِّيحُ أو الجِنُّ
أَوْصِنِي سُلَيْمانُ
كَيْفَ أَصِيرُ نَمْلَةً تَأْكُلُكْ
هُدْهُدًا "لَائِكِيًّا"
أو مِنْسَأَةً خَضْرَاءَ تَهُشُّ الشِّعرْ
أو مَلْحَمَةً لبَنِي مُوسَى فِي هَيْكَلْ
أَوْحَشْتَنِي يا سَامِرِيّْ
وأَوْحَشَتْنِي إِبْدَاعَاتُكَ فِي خَلْقِ رَبٍّ حَقِيقِيّْ
يَعْرِفُ قِيمَةَ المَعْدِنْ.
رَمَادُ الناسِ هَذَا الكَلَامُ وتِلْكَ الكِتَابةْ
لَمْ أَفْعَلْ سِوَى أَنْ دَفَنْتُهُ فِي تُرَابٍ/آخَرْ
لَمْ أَفْعَلْ أَكْثَرَ مِنْ ذلكَ، صَدِّقوني/
كَمَا صَدَّقْتُ مَنْ قَالُوا "إنَّ الحَيَاةَ رَائِعَةْ
وكُلُّ إِنْسَانٍ فِي الكَوْنِ لَهُ مَكَانٌ :
فَقَطْ إِذَا دَرَسَ جَيِّدًا وأَطَاعَ الكِبَارْ"
تمَامًا كَمَا كَانَ رُوبِين دايفيد جُونْسَالِيسْ غَاليغُو
فِي نَفْثِهِ بالأَبْيَضْ
               عَلَى الأَسْوَدْ
حِينَمَا قَالَ أَنَا بَطَلْ :
إذا لَمْ يَكُنْ لَدَيْكَ يَدَانِ أَوْ رِجْلانْ – أَنْتَ بَطَلٌ أَوْ مَيِّتْ ..
فِي مُوسْكُو حَجَرِ الحَقِيقَةْ
 حَيْثُ يَذُوبُ إِلَهُ الثَّلْجْ
بَيْنَ الصُّدُورْ،
وحَيْثُ يُكْشَفُ عَنْ مَوَاضِعِ الأَلَمِ الشَّهِيّْ
قَبْلَ الشَّيءِ،
وبَعْدَهْ.
فَهَا هُوَ الوَقْتُ إِذَا سَمَحَ بِالشَّيْءِ
قَدْ لَا يَسْمحُ هَذَا الشَّيْءُ بِالْوَقْتِ
مَحْكُومٌ : بِالبَقاءِ فِي الفَنَاءْ
    بِالفَنَاءِ فِي البَقاءِ مَحْكُومٌ
(مَنْ يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ ؟)
(مَنْ تَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ ؟)
الآنَ افْعَلِ الخَيْرَ – لَا تَنْظُرْ
وارْمِ وَرَاءَهُ نَفْسَكَ
فِي البَحْرِ
أَمْسِ.

عَلَاقَتِي - بِالْعَالَمْ :
كَيْفَ يُخْلَقُ – مِنْ خِلَالِي – لِيَكُونْ
الصَّحْرَاءُ: غَرِيبَةٌ؛
ورَغْمَ ذَلِكَ: لَوْ نَظَرَ الرَّمْلُ أَمَامَهُ .. رَآنَا.

العَالَمُ: مَازَالَ
عَلَى بَوَّابَةِ الإِدْرَاكِ – يَنْتَظِرُ
يَسْأَلُ مَنْ بِالدَّاخِلِ
يَسْألُ مَنْ بِالخَارِجِ
مَنْ
يَسْأَلُ/
أَنَا .
فِي مِنْزِلَةٍ – لَا أَعْرِفُها – لَكِنْ بَيْنَ المَنْزِلَتَيْنْ
واقِفًا لِأُرَاقِبَ مَا - يَأْتِي
               مَا يَأْتِي
أَقُولُ:
"لَمْ يُحْرَمِ القِرَى؛ مَنْ فُصِدَ لَهُ العُمْرُ" .

قَبْلَ العَقْلِ- بِفِكْرَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثٍ نَقُولُ:
فِي انْتِظَارِ العَالَمِ نَحْنُ
وهَا هِيَ اللغةُ تُشَكِّلُهُ
عَلَى قَوَالِبِ الألْسِنَةْ.
حِكْمَةُ البَيْدَاءِ " أَخْضَرُ" مِنَ كِتَابِ الأَنْدَلُسْ
وإنْ بَدَا – حِينًا - "خَطَرُهَا"
أَعْلَى مِنْ أَبِي عَبْدِاللهِ الصَّغِيرِ،
كَثِيرًا.
أَقَلُّ – مِنْ حَيَاةٍ – كَثِيرْ
أَكْثَرُ – مِنْ حَيَاةٍ – قَلِيلْ
"إنْ أَنْتَ قَتَلْتَ الوَقْتَ
لا تَتَبَرَّأْ مِنْ دَمِهِ
لا تَعْبَأْ بِمَا قَالُوا
ولَوْ عَابُوا
شَهِدَتْ عَلَيْكَ جَرَاءَةٌ: لا تَخْذُلْها
حَاضِرَةٌ –
شَجَاعَةُ "الفُرْسَانِ"
إِنْ غَابُوا" ،
ولِكُلِّ عَالَمٍ: عَالِمٌ ومَعْلُومٌ
وبَيْنَهُمْ: عِلْمٌ – يُرَابِطُ: فِي حُدُودْ
شَرَفُ الإِنْسَانِ رَهِينٌ: "بِسِلَاحِهْ"
وبَقَاؤهُ المَادِّيُّ
والمَعْنَوِيُّ -
مُمْتَدٌ/مُرْتَدٌّ .. مُعْتَدٌّ "بِكِفَاحِهْ"
هَلْ نَعِيشُ – لِذَلِكَ – أَكْثَرَ مِمَّا - يَنْبَغِي                        
               بَلْ
              هَلْ
               نَ
               عِ
               ي
               شْ




من ديوان بحيرة الشمع
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads