الرئيسية » » ساعى البريد | عبد الغفار العوضي

ساعى البريد | عبد الغفار العوضي

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 19 ديسمبر 2016 | ديسمبر 19, 2016

ساعى بريد جعلته المسافاتُ المتشابهةُ أعمى ،يرى الطرق كلها نابعة كأوردة مسدودة من قلب وحيد مريض للعالم ..الطرق التى خسر من أجلها البحث عن الجنة، لأنه اشتهى الوصول لآخِرِ نفسه حاملا رسالته الوحيدة والخالية تماما إلا من عبارة واحدة / "الطريق كانت فخا أنت خطوة اصطادتها غريزة الفريسة " *** كان وجود ساعى البريد حتميا فى زمن الحرب ،للوصول بالحزن طازجا إلى قلب الأمهات ،لغمس الحبر الفاسد فى بياض القرى البعيدة والمسدلة على ملائكة بيضاء تشبه الحقول .. ماذا سيحمل ساعى البريد غير الله لهؤلاء الفقراء لهؤلاء الجالسين على احتمالات الوردة وهم ينظرون للبلاد من شروخ القطارات ويحملون حقائب لا وزن لها خفيفة كبطن جائعة خفيفة كريشة طائر تشق الهواء الحيادى بين السماء والأرض لتسقط كإبرة فى قش التناقضات .. ***

ساعى البريد

الملاك الذى حمل رسالة الله إلى آدم
وكانت مكتوبة بالحيرة
لأن الحيرة لا أبجدية لها
كان آدم لا يعرف القراءة
***
ولذا اختار الوصول إلى جنة أخرى ..




خرج من الجنة
لأنه كان يخبئ رسائل الشياطين.. الكهنة المنفيين.. والصوفيين الذين عجنوا الله كرغيف وأكلوه ذات جوع محض حين انتهى الجسد من أكل الجسد ..
ولأنه كان أعمى ..اختار أن يصل لأمكنة خاطئة ويترك رسائل لا معنى لها *** يخرج من الأزمنة هل يشبه الوقتُ تلك الجغرافيا من الجثث
كسمكة فشلت فى الوقوع فى الصيد ..
الفاصلة بين الحدود.. الوقتُ اسفنجةٌ من العرق حين نتعب من الركض داخل مكانٍ ميت ويرمينا الزمن الشاسع على شاطئ صخرى بعيد ***
الحنين يلتهم الرئة
أمى لا تمل من قراءة رسائل أبى يطل من عينيها الدمع كعصفور يقف على شرفة فجرية وتكتب بكل دمها الذى توقف داخل عروقها لأن الوقت يهرب
وهم يسكبون اللبن الرائب على التراب
المعدة لا تقوى على هضم المسافات الرمل يسكن فى مناطق البيت المهجورة العائلة التى تنتظر الليل لترى وجودها الظلى فى انعكاس شمعة وحيدة

لأن الذئب لا يعود إلى القرية التى هجرها الآثمون الذئب يحرس صحراء عتيقة تنمو تحت الجلد ويعوى كلما جاء حلم هذا أبى لمَ لا تعود من السفر البعيد
الذى يسمى بالموت !
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads