الرئيسية » » نصوص | دلشان آنقلي

نصوص | دلشان آنقلي

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 11 يوليو 2016 | يوليو 11, 2016

1

أَتَعْلَم ما الفرق 
بين باربي و طفلة تُلاعبها 
الدمية تُمثِّل فكرة الحياة المريحة 
الطفلة تلعبُ مع الحياة عَنْ بُعدٍ 
بأقل خسائرٍ
تُعرّيها ... 
تكسوها لحماً ودماً 
تَقصُ شعرها المُلّون 
تُسميها بأسماءٍ شغوفة كورطة أبدية
تُهَدْهِدهَا للنوم 
عبر غاباتٍ من الأغاني 
وتبقى عيناها فَوّهَتين 
تُحدّقان إلى سور القهر المألوف 
هي لا تعرف ...
أصلها الحقيقي 
فزاعةٌ لا تنام 
مُطعَّمةً بالبرد و الوحشة

_________________

2

في أولى ساعات الحرية 

حرية اليقظة..

حرية العقل الذي لا ينام 

يختبر سرياليته..

قبل أن تتحرك بساتين الأسماء في دمي

قبل أن تضرب الأشجار جذورها المعتادة في فم الرغبة 

قبل أن يرمي صياد الفناء شباكه المقفرة 

قبل مشاهدة الذكريات منذ أول طمأنينة 

قبل إشعاراتِ العبودية البلهاء 

قبل إنفجار العبوات الناسفة بين القلوب والتيارات 

وقبل أن أقرأ باسم الحجر 

قبل 

وقبل ... 



أستعيدُ أنفاسي 

أعرفُ أنَّ كل ما قيل - قبل - مراراً

شراراتٌ تنذر بنهاية بداياتٍ استمدّتْ من الموت قوة جديدة 

الأحداث لا تجري في الخارج فقط كما ترون 

بِقَدر ما يحدث أضعافها في الروح بألف ثرثرة وعتاد 

وأنا اليوم وكل يوم 

أقاسم موتي وولادتي 

ملايين من يحملون عبء المعركة 

من الشتاء إلى الصيف 

من المطر إلى الصحارى الممتدة إلى قلبٍ يجالسكَ الآن 

عاجلاً أم آجلاً 

سأمشي على مديةٍ تدوي في الآفاق 

مَرَدُّ الماء إلى السحاب 

وأزدادُ قرباً 

لكنني اليوم وبصرامة المنطق 

بمنزلةِ حجر الأساس للوليد الجديد حين تكون جذوره النار 

الزوبعة البكر تضطرم لانفتاحٍ، لِشقٍّ ما 

لكي تغدو أسطورة تُضحي بآلهتها كل يوم..

وتُبعَث من جديد

الوقت لا يتسع الآن لغير الأساطير

________________

تخطيتُ الثلاثين
دونما شيءٍ أحْتَذي به
سوى هذه اليد
 التي تُرتِّق الذكرى على مقبرة الأسلاف 
ها أنا أقَطِّر الثلاثين عاماً : كَسلّمٍ 
أصعدُ درجةً درجة إلى سِفْر الرحيل 
لا طفولةَ وطنٍ 
و لا وتداً مقدساً  أتعلق به 
سوى وجهي الهائم

______________


لستُ في مزاج حداثة تموز
و الطفل الذي استيقظ من الموت
كي يوقظ إله الحب
لَمْ يَعدْ لِقَيظهِ ، قيلولة ...
ثمة نهارات فقدتْ الإتصال
بين ليبرالية نجمة
و ليلٍ تجره النجوم من أقصى التعب
يا تموز ...
لم يعد لأعشاب الصيف مصابيح مُذَهَّبة
ونافورة الماء وحيدة
تنام في حديقة ،
تأويها طيور مهاجرة
و نجمتين وفيتين
في ليلٍ غريب
.
الأيام تمضي ...
كهذه الأعشاب
ميتة  من العطش و الفضول
في إنتظار صحوة الظلال
الظلال التي ترتمي على حجرٍ
على رصيف لا يشبهها .
كلنا ظلال لأشياء أبعد مما نتخيل
في محاولةٍ لإبتكار جسدٍ آخر فوق أجسادنا
.
إنها أعشاب تموز
تُريني إلى أينَ ينتهي الطريق
أجَفِّفُ الأيام بين حافتين
و أمشي ...
و نمشي ...
بحدقاتٍ مُجَفّفةٍ
ليس أكثر ...



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads