الرئيسية » » أنا بخير | بسمة شيخو

أنا بخير | بسمة شيخو

Written By هشام الصباحي on السبت، 2 يوليو 2016 | يوليو 02, 2016

أنا بخير
"أنا بخير" هل حقاً تصدقونني!!! هل أتقن التمثيل إلى هذه الدرجة؟ أنتَ بالذات كيف تصدق أني بخير؟ وأنا منذ قتلتك داخلي، مليئةٌ بالخوف، أمسح دمك كلّ يوم من على يدي من فوق دفاتري، من حلمي الغبي، أغسل وسادتي وغطائي خفية عن عيني أمي وأصلي ألا تنزف الجثة أمام اسمك وهو يمر بطريقي صدفة، كيف أكون بخير ومنذ رسمت وجهك سكنتْ ملامحك أصابعي لعنةٌ ألصقتها بنفسي؛ أغمض عيني فتأتيني صامتاً كأي ذكرى أبادله البسمة وأطلب منه أن يرسل من يرافقني لبحيرةٍ بعيدة، أحتاج غريباً أبكي على كتفه مع كلّ حصاةٍ نرميها أقص له قصة عن نهرٍ أعرج دخل مدينتي فتكسّر لسبعة فروع، عن جبلٍ لا يعرف أن يحمل شجرة أثقلوا ظهره بالمدافع، عن حاراتٍ قديمة تعمل بالتجارة، عن حلمٍ افترسته الطرقات، سأخبره بأني أغصّ بأشياء غريبة أبتلعها دون قصد، شربةٌ من دموعي تنهي المشكلة دوماً سأخبره بأن الحرب ابتلعتني منذ أربع سنين وأنا الآن في بطنها أكتب عن الحياة سأبوح له بسر (أنا لم أعد أتقن الكتابة) ها أنا ذا غريبةٌ في بطن الحرب، أسبِّح كي أخرج وأحاول أن أكتب أي شيء، فأنا الوحيدة الباقية هنا أشاهد الأخبار وأضحك، كيف تصدقون كلّ هذا الغباء؟ في الليل أنادي النسوة اللاتي أعرف أستخرجهن من الكتب، بنات آل عمران، آسية ومريم شيرين الفارسية وهيباتا المصرية لا نفعل شيئاً سوى الغناء، أصواتنا تصل بعيداً فيفرح الغريب قرب البحيرة يرمي أحزاني وراء ظهره ويغرق خفيفاً، أجلس على كرسي قرب النافذة أنا وهو وشجرة الكينا أغوص في العدم تعطيني النوافذ ظهرها فأعود حبيسة نفسي، أمامي الكون الذي يسكنني أتوه هناك دوماً فالطرقات وعرة وطويلة ولا إشارات طرقية دُهستُ مراراً بأيامٍ مسرعة سرقتْ العمر ومضت، أمدّ رأسي خارجاً أقول "أنا بخير" وإذا ما سألني أحدكم سأفرد ابتسامتي أرقّها بين يدي وأرميها على وجهي، أحفُّ نتوءات الحزن من صوتي أصقل عيني وألمّعها وأقول "أنا بخير".


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads