من فمي يخرجُ هنودٌ طاردهم إعصارٌ , كانوا في طريقهم الى جبل
هذا لا يقلقني , سيهتمّ بهم ظلّي , هو الذي يتولى جمع أوراقي عند الفجر , يرقّمها
بعدهُ أحيلها الى كتابٍ من طين , كما فعلَ أجدادي
*
في فمي أيضاً طيورٌ تغرّدُ , أمام بيتي أحجارٌ تتكلمُ , أسمعها
وأنا أضطجعُ على حصيرٍ , متذكراً غابات شبابي ,
بينما اشاهدُ شاعراً يمشي بمشقّة
ليشفي جدولاً أصيب بالجنونِ قبل ايام
*
صورك الشعرية تهربُ الى الهواء الطلق
ايها الشاعر لا تعترضها ـ كل مدينة جديرة بالإزدراء
او في الأقل أكتبْ عن ضبابها
فهو لا يبقى طويلاً في اي مكان
*
لا أرى نفسي في أية مرآة
ألحظُ آخرين لا أعرفهم , بعضهم يبتسمُ
هناك من لا يبتسم لأنّ اسنانهُ محطّمة :
هذا مشهدٌ من حياتي الداخلية ,
*
في مهجري طلبوا مني , لمنحي ألإقامة , ان أفقدَ ذاكرتي , ففعلتُ
منذ ذلك الوقت أنا جوّالٌ , ألهو في حديقةٍ كلّ صباح ,
مرتدياً معطفاً واسع الردنين يثيرُ ضحكَ باعة صحفٍ من الصبيان :
مشهدٌ من حياتي الخارجية
*