جدران
الجدران
التى شربت كثيرا من ملح الأرض
الجدران
التى استسلمت تماما أمام النسيان
وهى
عاجزة عن عض البيوت بكل تشبثها الأخير للحياة
كأسنان
ملأها السوس
الجدران
تسجل الهزائم على طوبها المتآكل
صور
الغرباء
أسماء
عابرين منسيين
تفتح
قفصها الصدرى للأطفال
ليتسللوا
ليلا نحو البعيد
للغرف
العميقة فى بيت الألعاب
الجدران
التى لا تتألم من الرصاص
لأنها
أعصابها القديمة قطعت
ولم
يبق سوى غبار كثيف يسد المسام
أنا
أشبه جدارا حاول المشى قليلا بعيدا عن سلطة البيت
فتاه
وسط الشوارع
يقذفه
الضالون بالطوب
ويتهمونه
بالهروب كخائن من حرب قريبة
تتساقط
أحجاره فيما تلمع عيناه من الخوف
ويعود
بلا ظل باحثا عن هناك
حيث
لا ينتمى الآن لشئ
سوى
أنه عضو مفقود
من
جسد ميت !