الرئيسية » , » أشرف البولاقي – شِعر | العُريان | مهداة إلى أحمد الجعفري

أشرف البولاقي – شِعر | العُريان | مهداة إلى أحمد الجعفري

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 18 مايو 2016 | مايو 18, 2016

أشرف البولاقي – شِعر


العُريان
مهداة إلى أحمد الجعفري


حَيّ العراءَ وقُلْ .. يَا صِرْتَ عُريانا
لا لَوْمَ يَا صَاحِبي إنْ سِرْتَ سِيرَتَهُ
عَرَفتُه في الدُّنَا مُذْ كَانَ مُرتَديًا
حَتَّى إذَا مَرَّتِ الأيَّامُ وَانْفَجَرَتْ
ألْقَى بِهَا في الفَضَاءِ الحُرِّ مُنْتَشيًا
صَحِبْتُه فَبَدا لي صَاحِبًا وَأخًا
وَكُلَّمَا خَاصَمَ الأصحَابُ أُغنيَتِي
سَألتُهُ يَا شَفيعِي كَيْفَ تَشْفَعُ لي
نَضَا الثيابَ التي كانتْ تؤرِّقُهُ
" ليْسَ الشفِيعُ الذي يَأتِيكَ مُتَّزِرًا


أَغْرَاكَ بالعُري مَن لَوْ شَاءَ أَغْرَانَا
وقَدْ رَضيتَ بِهِ أَهْلا وَجِيرانًا
وُرَيْقَةَ التوتِ مَحزونًا وَحَيْرَانَا
في مِصْرَ ثورتُهَا نَارًا وَبُركَانَا
وَقالَ ثورتُـنا ذِي تَـبْدأُ الآنَـا
وَأكْرمَِ الناسِ كلّ الناسِ إنْسَانَا
يَقولُ لا تَبْتَئِسْ شُفِّعتَ مَوْلانَا
عِندَ الكَريمِ الذي قَدْ بَاتَ غَضبَانَا؟
وَقالَ في حُرقةٍ: هَيَّجْتَ أحْزَانَا
مِثلَ الشفيعِ الذي يَأتِيكَ عُريانَا "



هَلْ جَاءَ أحمَدُ عاريًا
أَمْ جَاءَ أحمَدُ غيرَ عَارِ؟
لا شَيءَ في كُتُبِ الحديثِ
أَو البلاغةِ عنهُ
غيرُ روَايةٍ عن يَوْمِ مَوْلدِهِ
تَقولُ بأنَّ أحمدَ
- عاريًا - قَدْ جَاءَ للدنْيَا
وَأنَّ القَابِلاتِ وَضَعنَ أَرْدِيَةً عَليهِ
فَشقَّها؛ فَهَتَفْنَ يَا اللهُ ...!
وَاخْتَلَفَ البَلاغِيونَ ..
هَلْ كَانَ النِّدَاءُ عَلَى الحَقيقةِ
أَمْ تُرَاهُ عَلَى المَجَازْ
وَرَأى فَقِيهُ الجَعفَريةِ - في الروايةِ -
مَا يَدُلُ عَلَى وجوبِ وجودِ قَابِلَةٍ
وَليْسَ عَلَى الجَوَازْ
هَلْ جَاءَ أحمَدُ عَاريًا؟
هَذَا سؤالُ الأبْرِيَاءِ السُّذجِ
احْتَفَلوا بِمَوْلدِ سَيّدي العُرْيَانِ
لا تَسْأَل : مَن العريانُ؟  
شَيْخُ طَريقَةٍ، درويشُ، أوْ هوَ عَابِرٌ
قِيلَ انْتَهَى تَطْوَافُهُ عِندَ " النخيلةِ "
وَاسْتَقَرَّ أمَامَ بَيْتٍ
قَالَ: هَاتوا الجَعفَريَّ إلَى جِوَاري ..!
هَلْ جَاءَ أحمَدُ عَاريًا
أَمْ جَاءَ أحمَدُ غَيْرَ عَارِ؟
لا شَيءَ بَعْدَ الأرْبَعِينَ
سِوَى الفَضيحَةِ
قالتِ امْرَأةٌ لأحمَدَ:
هَلْ سَتَخْرُجُ عَاريًا أَمْ نِصْفَ مُسْتَتِرٍ؟
فَطَأْطَأَ رَأسَهُ خَجِلا
وَقَالَ لها: ذَهَبْتُ الْيَومَ أَنتَخِبُ الرئيسَ
وَكُنتُ مُتَّزِرًا ..
أَنَا صَوْتي هوَ العَارِي كَكُلِّ حَقيقةٍ
- يَا أنتِ - خَارجةٍ إلى الدنيَا؛
سَأخْرُجُ عَاريًا مَلْطًا إذَا اكْتَمَلَ الصبَاحُ
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ :
يَا أَبَتِي كَبِرتُ ..
أَنَا أُحِبُّ وَهَذِه مَحبوبَتِي،
أوْ غَادَرَتْ مَلَكُ الصغيرةُ عُشَّها
لِتُطَارِدَ المَعْنَى ..
وَتَغزلَ بَعْضَ أَحرُفِهَا الجديدةِ
حِينَهَا لا بَأسَ أَخرُجُ عَاريًا
وَأَسِيرُ في ميدانِ تَحريرِ البلادِ
مِن الغُزَاةِ ومِن مَلابِسهَا القَديمةِ
رُبَّمَا سَيَكونُ في الميدانِ صوفيونَ
عُشَّاقٌ وَمَنفيونَ  قَدْ عادوا أخيرا
رَبَّمَا يَندَسُّ بَيْنَ جموعِنَا
رَجُلٌ يُرَاقِبُ وَحْدَهُ أعْضَاءَنا
نَحْنُ العُرَاةُ
هتافُنَا سَقَطَ النظامُ
مَتَى سَتَسْقُطُ في البلادِ " حَمَامَةٌ "؟
يَا مِصْرُ كُونِي حُرّةً
لا بَيْضَتَيْنِ تُحَرِّرَانِ وَلا حَمَامٌ باختياري:
هَلْ جَاءَ أحمَدُ عَاريًا
أَمْ جَاءَ أحمَدُ غَيْرَ عَارِ؟
 تَتَسَاءَلِينَ:
وَكيفَ لو رأتِ الجماعةُ
في أصابِعِنَا الطويلةِ عَوْرَةً؟
سَنُحِيلُهم لسيوفِهم
تِلكَ التي اخْتَرَقَتْ روادِفَنَا
بِفَتْوَى مُرشِدٍ،
أَوْ باجتهاداتِ الإمَامِ .. فَأَقْصِري
لا خَوْفَ مِن مَحظورةٍ أبَدًا
وَلا تِلكَ الفلولِ
وَإنَّمَا خوفي إذَا انْتَصَبَتْ سيوفُ المُتَعَبينَ
ولَمْ تَجِدْ غِمدًا؛
سَتَشْتَعِلُ البلادُ
فَكَيْفَ أَفْعَلُ يَا حَبِيبَةُ؟
حِينَها كُونِي هُنَالِكَ في انتظاري:
هَلْ جَاءَ أحمَدُ عَاريًا
أَمْ جَاءَ أحمَدُ غَيْرَ عَارِ؟
حَاشَا لِنِسْوَتِنَا اللوَاتِي في المَدينةِ
أَنْ يَقُلْنَ رَأيْنَهُ؛
قَطَّعنَ أَيدِيَهُنَّ أوْ أَكْبَرْنَهُ
سَيَقُلْنَ هَلْ هَذَا الذي
قَدْ كَانَ مِن أََرَبِ العَزيزِ وزوجِه شَغَفٌ بِهِ؟
فَلْيَسْتَدِرْ،
فإذَا اسْتَدَارَ أوِ انْحَنَى؛
قَالَ العَزيزُ :
فَذَالِكُنَّ هوَ الذي أَبْصَرتُ في رؤيَايَ
يَخرُجُ عَاريًا
مَا كنتُ وَلَّاجًا عَلَى جَارَاتِ مِصْرَ
وَتِلْكَ رؤيَايَ اعْبُروهَا
أوْ دَعوهُ يَكونُ جَارِي :
هلْ جَاءَ أحمَدُ عَاريًا
أَمْ جَاءَ أحمَدُ غَيْرَ عَارِ؟!

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads