الرئيسية » , » اينار ماريا ريلكه: 7قصائد

اينار ماريا ريلكه: 7قصائد

Written By تروس on السبت، 2 أبريل 2016 | أبريل 02, 2016

 ترجمة حسّونة المصباحي:
 راينار ماريا ريلكه(1875-1926) هو احد أعظم شعراء اللغة الالمانية في القرن العشرين.وهو في توحده بنفسه يشبه الى حد كبير هولدرين الذي امضى الشطر الأكبر من حياته غارقا في ليل الجنون.وكان يرغب في ان يهب حياته للشعر،وللشعر فقط.فكان له ذلك.لذا امضى حياته من دون عمل ،مسافراعبر العديد من البلدان،مستوحيا من أسفاره أشعاره التي تذهب بعيدا في الغوص في اسرار الحياة والوجود.

 


-1:وحدة

الوحدة مطر:إنّها تنبثقُ من البحار

وتصعد باتّجاه السّماوات.

تنبثق من السهول البعيدة المتوارية عن الأنظار

وتصعد باتجاه السماء التي تمتلكها دائما

ومن السماء تسقط فوق المدينة


هي تسّاقط مطرا في الساعات المريبة

عندما تنفتح في الصباح كلّ الشوارع

وحين لا تجد الأجساد شيئا ،

وكئيبة خائبة تبتعد عن بعضها البعض

وعندما في نفس الفراش يضطرّ

كائنان يتباغضان أنا يناما معا


عندئذ تمضي الوحدة مسايرة الأشجار.


-2:رودان


لا طفولة ولا عمر.

طفولته كانت شباب الأحجار

وعمره ليس له.

الذي يبتكر الأشكال

وحيد بين أشكاله

في يديه تضطجع التربة

أشياؤه كمثل نجوم تدور من حوله

محيطة إيّاه بلائلئها

لقد بنى جواره

ثمّ آبتكر أفقا


-3:بوذا


كما لو أنه يصغي.صمت:من مكان بعيد

نَحْبسُ أنفاسنا ولا نسمعه.

إنه نجمة.تحيط به كواكب كبيرة

نحن لا نراها.


-4:الشاعر

أيّتها السّاعة ،ها أنت تهجرينني وتبتعدين عنّي ،

صخب جناحيك يمزّقني .

وحدي:ماذا تُرى أفعل بصوتي

وبليلي؟وبنهاري؟

لا حبيبة لي ولا بيت

ولا مكان ألجا إليه أو أعيش فيه

كلّ الأشياء التي أهبها نفسي

تعتني بي ثم تهملني وتمضي.


-5:السجين

يدي لم تعدْ تعرف غير حركة ،

أن تطرد دونما جدوى

الرّطوبة التي تنزّ من الصّخور .


أنا لا أسمع إلاّ هذا الماء الذي يضرب مثل المطارق

ومع القطرات التي تسّاقط

يتوحّد قلبي ومعها يضيع.

تُرَى هل تسقط بأكثر سرعة .

فليعد الوحش على أيذة حال .

في مكان مّا تنزل العتمة

غير أننا لا نعرف شيئا عنها.


تصوّرْ أن ما هو الان ماء وريح

وأنّ ما هو هواء لفمك أو صفاء لعينيك

يتحوّل فجأة الى صخرة تحاصرك وتضغط عليك

في الفضاء الضيق هناك حيث قلبك ويداك،


وأن ما يسمّى الان غد بالنسبة لك

ثم:في ما بعد السنة القادمة ،

وهكذا لن يكون غير جرح متقيّح فيك،

جرح يتقيّح طوال الوقت ولا يبرأ أبدا.

وأن ما كان سيكون كاذبا ومزيّفا

وفي كلّ جزء فيك ينتصب،

مفعما بزبد الضحكات .

الفم المحبوب الذي لم يضحك أبدا

وأنّ ما كان لله لن يكون الاّ حارسك ،

وبخبث ،وبعين ماكرة يسدّ آخر فتْحَة.

غير أنك تعيش على أيّة حال.


-6:بلا عنوان

إلى أيّ مدى يذهب الصوت الإنسانيّ

عندما يرتفع ؟هل ترتجّ السماوات ،

هل ترتجّ بسببه؟أو أن الريح الهاربة

تبدده دائما؟


اليوم أنا واقف ،واقف فوق أبراج الفرح ،

اليوم، اليوم لا أحد يعنّفُني حتى أموت .

اليوم أطلق واحدا من النداءات.اليوم أنا

مستشار في ذهب الصوت .

وهذا الصوت عال ،ولا رنين جميلا.ولا

نَخْلَة تنقسم بأكثر وضوح.وواثقة من نفسها،

هي تصعد ،وهي حاضرة دائما.في الأسفل فقط

تتناوب الأفواه.

بعضها يرتفع هكذا،أناشيد للإنسانية

في توازن دائم،تستريح دون أن تتذبذب،

ودائما فوق أخرى.يا عمود الأعراس العالي ،

العالي جدا.اليوم فوق قلبي الذي تحمّل، كيف،

كيف تقطع صمت أمواتي وصمتي أنا .

ما هي الأعمدة ،وما هي القويسات التي تندفع نحوك؟

لا أدري.إلاّ أنني أشعر أنك هناك في الأعلى

تتقبل قبابا.


-7:العشيقة

ها هي نافذتي .لقد نهضت للتوّ من النوم .

كان يبدو لي أنني أتموّج.

إلى أيّ حدّ وصلت حياتي ،

وأين يبدأ الليل؟


يبدو لي أن كل ما حولي هو أنا،

واضح مثل سماكة البلّور،أبكم أسود.

بإمكاني أن آخذ المزيد من النجوم في داخلي،

قلبي يبدو شاسعا جدا

وهويترك بلا أسف

ذاك الذي كنت سأحبه ،وأحتفظ به ،

غريبا،صفحة عذراء،ينظر اليّ مصيري.

لمّ أنا موضوعة وسط هذا الإتساع الهائل ،

أتأرّج بالعطر مثل حقل،مُهَدْهَدة من كل الجوانب،

منادية وخائفة من أن يسمع الصوت

المنذور وأن يغرق في الآخر.
 
 



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads