الرئيسية » » رواية سرير الرمان (23) | أسامة حبشي

رواية سرير الرمان (23) | أسامة حبشي

Written By هشام الصباحي on الأحد، 24 أبريل 2016 | أبريل 24, 2016


(23)
أشد ماكان يحزننى فى حياتى هو ضياع مكتبتى والأفلام التى اشتريتها من الخارج،فقد كنت فى كل زيارة أتركها عند صديق أو قريب، وكنت فى العام التالى أجدها ضاعت أو هكذا يقولون، كانت مكتبة كبيرة، أذكر أننى اشتريت رواية"الأبله "خمسة وثلاثين مرة على الأقل، لذا عندما كانت كاثرين تتحدث عن مكتبتها أُصاب بالحزن البالغ، أعرف أن محاولة التذكر كانت شاقة بالنسبة لى ، ولكن كل ما كان يحيط بى قبل مجيئى للصحراء يمثل جنة وخراباً فى آن معاً، خاصة كم التناقض بين الشرق والغرب وخاصة أننى وجدتنى أفكر بالطريقة الإيطالية ثم أتحدث العربية، وهذا أربكنى كثيراً فى الكتابة السينمائية ومن بعد فى الرواية، وكانت أيضاً كاثرين ملغزة بالنسبة لى ، لكننى وجدتنى مثلها فى التفكير،فقد كان من الممكن أن تعمل مترجمة فى الأدب وستكسب كثيراً، أو مترجمة بصحيفة ما وتقيم بمدينة القاهرة ، وكان من الممكن أن أعود للصحافة وأن أعمل فى القنوات الفضائية،لكننى لم أفعل مثلها ،واخترنا العزلة من أجل التذكر ومن أجل كتابة لحظات قد لاتهم أحداً. يبدو أن هذه هى الحياة مجرد قناعات واختيارات نسير فى دروبها مهما كانت النتائج صعبة مستقبلاً، مثلما تدخل امرأة متزوجة فى علاقة ،ويصبح بيتها مهددا، كاثرين برغم وجودها قبلى بالمدينة السياحية إلا أنها لم تدخل فى علاقات ولو عابرة مع أحد، وإنما كانت تغوص فى كتبها وفى جدار الألمانيتين قبل السقوط ، كاثرين امرأة ليست محبة للجنس، بل هى امرأة تعشق السطور والكلمات، فمرات كثيرة فى البداية عندما كنا نمارس الجنس كانت تحدد مسبقاً أنها تريد مرة واحدة فقط، وأنها تحب المداعبة وليس بالضرورة الممارسة الكاملة.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads