الرئيسية » , » ستيفن كوتش: ما مدى صعوبة الأمر؟ | ترجمة: ريم الصالح

ستيفن كوتش: ما مدى صعوبة الأمر؟ | ترجمة: ريم الصالح

Written By تروس on الخميس، 24 مارس 2016 | مارس 24, 2016

ستيفن كوتش: ما مدى صعوبة الأمر؟
ترجمة: ريم الصالح

حياة الكاتب صعبة. الجميع يقول ذلك، والجميع على حق.


كل الصعوبات العظيمة والمتعلقة بمجال التسويق هي السبب الذي سيولد لدى الكاتب الحاجة للاستقرار الوظيفي، الحاجة القصوى للاستمرار والمثابرة، للمراوغة بذكاء، والحاجة لتقبل كلمة ” لا ” رغم كون الرفض غير منطقي. رغم ذلك دعونا لا نُبرز الأمر بكل هذه السلبية. إذا كنتَ محظوظاً؛ فالكتابة ستكون بالنسبة لك، وستظل متعتك القصوى؛ كثيفةً، مفاجِأةً، قصة حب لمدى الحياة تقريباً.

مبكراً في مهنتي بالتدريس، كان شعوري الحزين بواجبٍ أخلاقي؛ يُقنعني بأنني يجب أن أكرس حصة واحدة في كل فصل أعرض فيها الحقيقة القاسية حول حياة الكاتب. بدا لي أنني يجب أن أوازن الأمور لدى طلابي. أن أخبرهم عن فقدان الشعور، ذل الرفض، الأموال القليلة أو المعدومة حتى، احتمالية الفشل، أو النجاح الجزئي؛ تلك السكين الحادة. لم أحبب قط الأحاديث القصيرة المغلفة بالكآبة والملل، ولكن ظننت أنني مدينٌ لطلابي بهذا. ما لم أخبرهم بالحقيقة – يا إلهي – ألن يكونوا، حسناً.. مُضللين؟ مخدوعين؟

لذلك، فإنني أقوم مرةً واحدة في الفصل الدراسي بالحفر عميقاً عن المدى الذي سيكون عليه الأمر صعباً.

“حتى إذا تم تقبل كتابك أخيراً، سيكون أمامك المزيد من العقبات.. ” وبينما أواصل الحديث، شيء مرعب كان يحدث أمامي. كل الثقة، كل هذه الصلة، كل البهجة التي تمت العناية بها وبناؤها على مدى هذا الفصل كانت ببساطة تتسرب وتتلاشى من الغرفة. لاحظت الفرق بالطبع، لكنني كنت مصرًا على تأدية واجبي. واصلت حديثي، توسَّعت في شرح الآثار المدمرة للرفض وللخوف. “بيل أكس” كان دوماً طالباً مهتماً، لكن الآن بدأ يعلك اللبان بصوتٍ عالٍ ويدير عينيه باتجاه السقف. “ماريسول بي” الفرس السمراء المشتعلة في الغرفة، لقد كانت تغرق في مقعدها إنشًا بعد الآخر مسحوقةً باستياءٍ يسبب القرف. “ديف” ذاك الذي لا تقدر على كبح جماحه، الثرثار خفيف الطينة في الفصل، المرح دوماً، رفع ركبةً واحدة ليريح عليها ذقنه بينما يحدق خارج النافذة، بلا إحساس، صارم الوجه، ومتكبر. رغم كل ذلك، كنت لا أزال أقول لهم الحقيقة.

أخيراً، طالب غاضب استطاع أن يُرشدني. كنا في اجتماعٍ خاص عندما بدأ الحديث قائلاً: “أستاذ كوتش، هناك أمر يبدو أنك لا تفهمه. أعرف أن قصدك حسن من هذا كله، ولكن كل هذا الكلام حول عدم قدرتنا على الوصول إلى شيء، أننا لن نقدر على كسب عشرة سنتات، أحدًا لن يهتم بنا أبداً، هل تظن بأنك تخبرنا بشيء جديد لا نعرفه؟ تخبرنا أمراً لم نسمع به من قبل؟ كل واحد منا هنا لديه أحد في الخارج ينصحه بهذه الأمور طوال حياته. أجل لربما أنت تعرف أكثر وتقول الأمر بطريقة أفضل، ولكنك بكل بساطة تخبرنا بذات الأمر الذي أخبروه لنا أولئك الأشخاص دائماً. نفس الكلام نسمعه مراراً منذ تلك اللحظة التي جعلتنا نقرأ فيها ذلك الكتاب الذي أثار دهشتنا وجعلنا راغبين بشدة لأن نصبح كُتاباً. كل واحدٍ منّا هنا كان له أحدًا يقول ويقول ويقول له “انسَ الأمر، لن تقدر عليه، ستفشل.” تتساءل من سيخبرنا عن مدى صعوبة الأمر؟ من سيحذرنا من وقوعنا في الفشل؟ الجميع. ما نحتاجه هو شخص ما، شخص واحد فحسب، مثلك أنت ربما، الذي ولمرةٍ واحدة لن يقول لنا كل هذا، لمرة واحدة سيقول بأن الأمر صعب ولكنه ممكن. سيقول لنا استمروا، سيقول لنا إنه لأمرٌ عظيم تقومون به، بل هو الأفضل، لذا كونوا شجعاناً وانطلقوا. شخصٌ لن ينظر إلينا كمجموعة من الأطفال المدللين اللا واقعيين الذين يجب أن ينسوا الأمر برمته ويكبرون ليصبحوا شباباً صالحين يذهبون إلى كليات القانون ويكبرون. أنت خائف لأن نكون مضللين؟ حسناً، أجل. نحن مضللون. لكن أرجوك وفّر علينا كل هذا العناء واتركنا مضللين، لأننا مستمرون في ذلك.

لقد كان ذلك أفضل درس تعلمته من طالب، وقد عالجني. منذ ذلك الوقت توقفت عن كوني الشخص صاحب ذلك الواجب الكئيب بإخبار الكُتاب كيف ستكون حياتهم صعبةً وتعيسة، إلى شخصٍ آخر، المعذرة، بل إلى كل شيء آخر.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads