الحزن التعبيري الغليظ
..
أفتح الستارة حتى آخرها لكي أنظر في آخر المدى
لعل استمرار نظرتي يصل بي إلى الفكرة
أنظر جيداً
فوق أسطح البيوت المتراصة الرمادية ، البيوت التى تفوح منها
رائحة الحكايات القديمة
أفتح دولاب الملابس ، وأختار القميص الخفيف
لأن لدي رغبة جامحة في الخروج ،
سألتقط زوج الأحذية من تحت السرير
أريد أن أمشي في الشوارع الصبورة التى لا تيأس
فأمتلئ بروح التعبيرية المصرية
أمتلئ بالخسارة ، وأنا أنظر في شروق الشمس ،
وأمامي شق في الحائط ، عميق ، أسود ، معبأ بالغموض
يأتيني صياح الديك من خلف الجدار
وصوت أم ، توقظ طفلتها العنيدة ،
ينبغي أن أدور بجسدي كله
حين أسمع طرقات على باب الغرفة
أفرغ جيوبي بحثاً عن المفتاح ، ولكن المفتاح ضائع
أتحسس الجيوب ، ولكن المفتاح ضائع ،
فأتمدد كالجثة فوق السرير :
الشماعة ملقاة بالقميص على طرف السرير ،
وحبة البطاطا الساخنة في الصحن فوق المنضدة الواطئة ،
وأنت دائخ
وفي تلافيف رأسك ، هذا المزاج المتقلب ،
وهذا العمر الآيل للسقوط ،
وفي خارج الحجرة :
ينتصر العدم انتصاره المؤزر ،
بينما أظل طويلاً
أتحسس جيوب البنطال وجيوب الجاكت .