الرئيسية » » رواية سرير الرمان (21) | أسامة حبشي

رواية سرير الرمان (21) | أسامة حبشي

Written By هشام الصباحي on الخميس، 25 فبراير 2016 | فبراير 25, 2016

(21)
 قلت مرة أننى استقلت من عملى كموظف بوزارة الثقافة، واعترف أن هذا العمل بالنسبة لى عمل جديد، فأنا منذ أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً لم أعمل بمصر كموظف، هذا العمل يأتى وأنا أقترب من الأربعين من عمرى والفضل يعود فى هذه الوظيفة للدكتور نور الدين فهمى، قليل الكلام ، مختزل الضحكات، أقدره وأحترمه، قدم لى خدمة دون سابق معرفة فعندما قلدت أبى وتسولت هذا العمل، قدمه لى المسئول الروائى، هنا أفقت قليلاً وأنا بجانب المقام، ووجدتنى أبكى بحرقة وأستنجد بالبدوى لكى يخرج ويسعفنى، فالجنون يقتلنى بعد خمسة وخمسين عاماً الآن ،وأنا لا أستطيع الهرب من وجه أبى،أخجل من تسوله فيما مضى وأسير على دربه فى الحصول على وظيفة، أنفذ رغبته فى بيع منزل أمى، وها أنا وهو ننتقم من أمى بطريقة ما ،هو يفقدها البصر ويموت على فخذها وأنا أقتطع لحمها وأفرط فيه نتيجة للأنانية المفرطة التى بداخلى، بدأت فى الجرى لخيمتى وقدمى لا تستطيع حملى ، وأنا أعلن كرهى لقدمى ، وأصنع عكس ماعودتها عليه فى السنوات الأخيرة من احترام وحب وطبطبة، فلسفتى تحتضر، والبدوى يشعر الآن بكرهى لقدمى، أين كل الفرح بعودة ذاكرتى؟ أين الفخر بخزائنى؟ وصلت خيمتى فجراً وأخرجت أوراقى وشرعت فى الكتابة وكل جسدى يبكى فعلاً،أأكتب فشل إنسان ،أأكتب حزن إنسان،أأكتب طلل اللحظة، أأكتب جلد الذات؟.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads