الرئيسية » » صبَّارةٌ وحيـدة | نهى البلك

صبَّارةٌ وحيـدة | نهى البلك

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 8 يناير 2016 | يناير 08, 2016

صبَّارةٌ وحيـدة 




لم أكن عامدةً
أُجبِرتُ على التلصص عليها
كانت تسير أمامي
بخطوات منتظمة
في غير رتابة
حين أُنسيتُ طريقي
وفكرتُ في مخرج يخلصني من التيه
تتبعتُ الخطوات
لعلها تقودني إلى ميدان
أو شارع عمومي
أو ربما مرَّت حافلة عامة
فتحملني معها إلى محطة
أي محطة
سرتُ، وعيناي على الدليل
طال الطريقُ
لا أدري
أو أنني مللتُ سريعًا
لولا أن خطفني الأحمر
النازف من بين قدميها
ذراعاها الورديتان
بدأتا في الشحوب
قطراتٌ
لكنها لا تتوقف
تدق على الأسفلت
برتابة
كعقرب ساعة
وأنا مشدوهة
قدماي تسرعان
حتى بِتُّ أركض
لكن المسافة بيننا
ظلت كما هي
لا تتضاءل
هي تسير
وأنا أركض
والأسود ينسال من رأسها
يتشكل في الهواء
نقطةً
حرفًا
كلماتٍ
نوتةً موسيقية..
الأسود الفاحم
صار ثوبَ قسيس
نائحةً
قطعةً من ستار الكعبة
بزةً عسكرية شتوية
رأسها ابيضَّ
وذراعاها اختلط بياضهما بزرقة خفيفة
والأحمر
تباعدت قطراته
وصغرت
وتوقفت
خرجنا من الشارع الضيق
إلى صحراء
رحبة
مزدحمة
برؤوس كثيرة
خضراء
نابتة في الرمال
لم أشعر بقدميّ وهما تغوصان
ولا بجسدي وهو يغرق
ولا برأسي
وهي تنبت مثلهم
كصبارة وحيدة



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads