الرئيسية » , , » تشارلس سيميك: الغرفة البيضاء

تشارلس سيميك: الغرفة البيضاء

Written By هشام الصباحي on الأحد، 18 أكتوبر 2015 | أكتوبر 18, 2015

ترجمة عادل صالح الزبيدي

شاعر ومترجم وكاتب مقالات أميركي من أصل صربي ولد عام 1938 في مدينة بلغراد بيوغوسلافيا السابقة. عاش سنين  الكارثة التي حلت بأوربا خلال الحرب العالمية الثانية وهاجر بعدها في سني مراهقته إلى أميركا ليصبح واحدا من أبرز شعرائها المعاصرين. نشأ في شيكاغو وتلقى تعليمه في جامعة نيويورك ويعمل حاليا أستاذا للأدب الأميركي والكتابة الإبداعية في جامعة نيوهامبشير، ومحررا لمجلة ((باريس ريفيو)) بالاشتراك مع الكاتبة والشاعرة ميغان أورورك.
نشر سيميك أولى قصائده عام 1959 ولكنه بدأ مسيرته الأدبية مع أول مجموعة ظهرت له عام 1967 بعنوان ((ما يقوله العشب)) وسرعان ما جذب المزيد من الاهتمام النقدي وخصوصا عند نشره قصائد له بالانكليزية وترجمات شعرية لشعراء يوغسلاف.
نال شعره جوائز عديدة منها جائزة البوليتزر لعام 1990 عن ديوانه ((العالم لا ينتهي: قصائد نثر))(الذي نترجم هنا سبعا منه) وجائزة والاس ستيفنز عام 2007. وانتخب لمنصب شاعر الولايات المتحدة عام 2007. من عناوين مجموعاته الشعرية: (( تعرية الصمت)) 1971، ((مدرسة لأفكار سوداء)) 1978، ((أغاني بلوز لا تنتهي)) 1986، ((أرق الفنادق)) 1992، ((عرس في الجحيم)) 1994، ((اصطحاب القطة السوداء)) 1996، ((نزهة ليلية)) 2001، و((ستون قصيدة)) 2008.
ليس من السهل تصنيف الشعر الذي يكتبه سيميك. فبعض قصائده يظهر نزوعا سرياليا وميتافيزيقيا واضحا، وبعضها يرسم صورا واقعية كالحة لحالات من العنف واليأس، والبعض الآخر يمزج بين هذه وتلك مما يجعل من الصعب وضع حد فاصل بين ما هو اعتيادي وبين ما يفوق المعتاد. إلا إن أسلوبه أخذ بمرور الزمن يزداد تميزا وتبلورا مما جعل بعض النقاد يشيرون إلى قصائده بوصفها "صناديق أحاجي صينية محكمة البناء." وعلى الرغم من انه لم يتقن الانكليزية إلا عندما بلغ الخامسة عشر من العمر، كما يخبرنا هو، إلا إن إجادته الصنعة الشعرية وبراعته اللغوية تظهران بكل وضوح في غرابة وتفرد صوره الشعرية من جهة وفي قدرته العالية على تنظيم وإيصال رؤاه وتجربته الشعرية إلى متلقيه بسلاسة ويسر من جهة أخرى.

الغرفة البيضاء

يصعب اثبات ما هو 
واضح. كثيرون يفضلون  
ما هو مخبـّأ. كنت كذلك ايضا.
اصغيت الى الأشجار.

كان لديها سر
اوشكت 
ان تبيحه اليّ—
ثم لم تفعل.

الصيف اتى. كل شجرة 
في شارعي كان لديها
شهرزادها. كانت لياليّي 
جزءا من سرد قصصها

الجامحة. كنا
ندخل البيوت المظلمة،
المزيد والمزيد من البيوت المظلمة،
الصامتة والمهجورة.

كان ثمة شخص مغمض العينين
في الطوابق العليا.
التفكير بذلك والاندهاش منه
جعلاني لا انام.

الحقيقة واضحة وباردة،
قالت ذلك المرأة
التي كانت ترتدى ملابس بيضاء دائما.
لم تغادر غرفتها.

اشارت الشمس الى شيء واحد
او شيئين كانا قد بقيا على قيد الحياة
بعد الليلة الطويلة.
ابسط الأشياء،

صعبة في وضوحها.
لم يحدثوا اية جلبة.
كان يوما من النوع
الذي يصفه الناس بالـ"مثالي."

آلهة متنكرة بزي
دبابيس شعر سود، مرآة يد،
مشط بسن مفقود؟
كلا! لم يكن الأمر هكذا.

مجرد الأشياء كما هي،
لا تطرف أعينها، تقبع صامتة
في ذلك الضوء الساطع،
والأشجار تنتظر الليل.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads