الرئيسية » , » وهذا النص الأخير لماسح الأحذية | شارلز بوكوفسكي / Charles Bukowski

وهذا النص الأخير لماسح الأحذية | شارلز بوكوفسكي / Charles Bukowski

Written By هشام الصباحي on الأحد، 20 سبتمبر 2015 | سبتمبر 20, 2015

الاتزان، هو حين يصعد الحلزون

الشاطئ الصخري لسانتا مونيكا

الحظ ، هو حين ننزل شارع ويسترن

مارين أمام قاعة فتيات التدليك

إحداهن تصيح في وجهك بصوت رنان

أهلا أيها الجميل

المعجزة هي أن تغرم بك

خمس نساء وأنت في سن 55

والهبة الإلهية هو حين

تبقى قادرا على إسعاد إحداهن

السعادة هي حين تكون ابنتك أكثر

نعومة منك وضحكتها

أكثر طراوة من ضحكتك

سلامة الروح هي حين تقود

سيارتك من نوع الفولسفاكن الزرقاء

عبر الشوارع مثل عنكبوت

والمذياع يصيح : the host

Who loves you

Most مستحما بأشعة الشمس

وصوت المحرك الرتيب

المركب من جديد

وأن تندس داخل حركة السير

النعمة ، هي حين تستطيع أن تعشق

في وقت واحد الروك والكلاسيك والجاز …

كل ما يطرب قوى الفرح الداخلية

.

ولكن ما ينتظرنك في الواقع

هو الكرب

والعزلة

وأنت مسجون بين أربعة جدران

وأنت منتفض كالمجنون

حين يرن جرس الهاتف

أو حين يمر أحد ما

ولكن يمكن أيضا ـ كما تشرق الشمس بعد المطر ـ

أن تشبه قابضة السوق الممتاز

مارلين أو جاكلين

قبل أن يقتل زوجها

أو تشبه تلميذة الثانوي التي سرنا خلفها كلنا

مرة واحدة على الأقل

.

هناك من يساعدك على الاعتقاد

أن الموت ليس كل شيء:

في شارع ضيق

أحدهم يقود سيارته باتجاهك

يترك لك الأسبقية

أو حينما الملاكم العجوز Beau Jacks

الذي أصبح ماسح أحذية

بعد أن أضاع كل ثروته

في اللهو والنساء

والتفاهة

ينفخ ويبصق على جلد الحذاء

ويلمعه

ينظر إليك ويقول :

” أذكر أنني وصلت فيما مضى إلى القمة

غير أنني الآن أتهكم من كل هذا، ثم

لا أحد باستطاعته أن يقول مثل هذا ”

.

يحدث أن أكون مُرًّا أحيانا

ولكن طعم الحياة بالرغم من ذلك

جيد للغاية. كنت دائما

أخاف من البوح بهذا. إنه مثلما

يحدث حين تطلب منك امرأة قائلة :

” قل لي بأنك تحبني ”

ولكن ذلك لا يحدث أبدا

.

حين تراني أبتسم

وأنا أقود سيارتي الفولسفاكن الزرقاء

في أشعة الغروب الصفراء

باتجاه الشمس

فذلك يعني أن الحياة قد احتضنتني

بين ذراعيها

بموكبها المشكل من بهلوانات

بأقزامها المدخنين سيكارات

بأحد شتاءاتها الوسية في الأربعينيات

من هذا القرن

بشوبان وحفنة تراب من بولونيا

بنادلة عجوز تناولني كوبا

أخرى من القهوة

والتي تضحك

وهي تفعل ذلك

.

أحسنكم ، لا يبدو لي ذلك

ولكنني احبهم

الآخرون لا يشكلون شيئا

باستثناء أنهم يملكون

رؤوسا وأفخاذا

و أيد أيضا

أو أخيرا أيضا

أحلاما جميلة أو مزعجة

والذين يعرفون أية وجهة

يتجهون

.

القانون يشتغل بشكل جيد في كل مكان

مثل المدرس

الرشاشات الأوتوماتيكية والضفادع

والرهان على الخيول.

*

ترجمة:أحمد العمراوي


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads