كتاب جديد عن الشاعر الفرنسي .. فضائح حياة آرثر رامبو المحرمة
آدم و ريوردن
ترجمة: أحمد هاشم
تناقضات رامبو فتنت أجيالا من الشعراء والدارسين، كيف لكاتب أظهر موهبة لا لبس فيها يتنكر لماضيه؟ كيف لرامبو الشاعر، الشاب المدهش الذي هز بقصائده النثرية صالونات باريس في سبعينيات القرن التاسع عشر أن يغدو شاعرا يغتني من بيع السلاح،
ويرحل عن عالمنا بعد معاناة بمرض السرطان في مارسيليا وليس له من العمر سوى 37 عاما؟. في كتاب (إلهي كان فاجعة) الكاتب الأمريكي بروس دوفي يتعرض لهذه المهمة، يرسم خريطة لحياة الشاعر رامبو عارضا سيرته وما يتعارض من قصص ملفقة عن حياته. وهكذا يدون دوفي في ملاحظة لقرائه : هذا العمل مجازي أكثر مما هو تأريخيّ ... كما يليق بأسطورة. في الحقيقة، ثمة أشياء معروفة لنا عن الشاعر، على سبيل المثال ان رامبو ولد في أردينيا عام 1854، كان طالبا موهوبا، كتب أول قصيدة في سن الخامسة عشر وبعد فترة قصيرة أخذت تصرفاته تشوبها الخدعة والأحتيال ثم وبسرعة تلائم ليكون الشاعر الرائي المنشود. وصل رامبو الى باريس عام 1871 وسكن مع الشاعر الرمزي بول فيرلين وزوجته. وقع الشاعران في علاقة غرامية محرمة، ثم تشاجرا مما جعل رامبو يترحل لفترة بين 1857 الى 1880 ، وقبل نهاية العقد يعود ليموت في فرنسا. عثر دوفي على استعارات دقيقة تدور حول الكلام واللغط فيما يخص حياة رامبو منشورة بعد وفاته: بعد عشرين عاما من وفاة رامبو، اختارت أمه وبعناية مقبرة أخرى لتحول جثة الشاعر من قبره القديم الى قبر آخر فيها. وهي امرأة ذات شخصية نادرة من قلة تتصرف بمهارة بالأثنين الواقع والخيال. وتلك خصلة أخرى تضاف الى هذه الشخصية المميزة، مدام مكدونلد التي وضعت اسئلة حول وفاة رامبو الشاعر ذات الأجوبة التأريخية التي جردنا منها. ربما يجد القارىء البريطاني لسعة بوصف ميوعة متناقضة على الطريقة الأمريكية في هذا الكتاب، إذ رامبو ينعت كـ(طفل) وأخيه (سوقي أو صعلوك) ورغم حساسية الشاعر يبدو لنا معاد الترتيب ليتناسب مع أجواء اللهجة العامية لجيل البت الأمريكي. على أية حال، دوفي صنع هذه الخلطة من الواقع والخيال بلغة قرن التاسع عشر وقرن العشرين وقرن الواحد والعشرين وربطها جميعا بعمل طموح، معلومات غزيرة مستعينا بأمثلة بصورة ذكية وابتكارات جريئة عبر صفحات الكتاب.
