الرئيسية » » • الرقص مع الذات.. جانب من المشهد الشعرى فى بريطانيا | نصر عبد الرحمن

• الرقص مع الذات.. جانب من المشهد الشعرى فى بريطانيا | نصر عبد الرحمن

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 24 أغسطس 2015 | أغسطس 24, 2015

نصر عبد الرحمن

 

سيطر الشاعر الكبير شيموس هينى على المشهد الشعرى فى بريطانيا لفترة طويلة؛ منذ فوزه بجائزة نوبل عام 1995، وأصبح اسمه يختصر الشعر فى بريطانيا حتى وقت قريب. لكن هذا الوضع تغير كثيرًا فى السنوات الأخيرة. فلقد تصدر عدد من الشعراء الشباب المشهد فى المملكة المتحدة، وخارجها، وأصبحوا محط اهتمام النقاد، كما أصبحت قصائدهم تنشر فى المجلات والصحف الأدبية، حتى أنها وصلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وتقتصر هذه النظرة على عدد من الشعراء الشباب الذين ترسخت أقدامهم فى السنوات الخمس الأخيرة، وحصلوا على جوائز، أو ظهرت أسماؤهم فى القوائم القصيرة لجوائز، ولاقت أعمالهم قبولاً واسعًا، وأصدر كل شاعر منهم ديوانًا واحدًا على الأقل، وبدأت شهرتهم تتجاوز المملكة المتحدة، من وجهة نظر نقاد من الولايات المتحدة الأمريكية.

هناك عدة سمات مشتركة تجمع الشعراء الشباب على مستوى طبيعة الانخراط فى الحركة الثقافية، أكثر منها على مستوى الخيارات الجمالية. ويمكن القول إن هذا الجيل من الشعراء الإنجليز، أعاد إلى الأذهان تراث الحركة الشعرية الإنجليزية فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. فمن الواضح وجود علاقات صداقة قوية، وتأثير وتأثر بينهم؛ حيث ينخرط أغلبهم فى جماعات أدبية، وورش كتابة، ويتعاونون معًا فى إنشاء وتحرير دوريات أدبية إلكترونية، يأخذ أغلبها شكل مجلات فصلية. كما أن لديهم شغفًا بالاطلاع على الأدب الأمريكى وأدب القارة الأوروبية، وحرص عدد منهم على زيارة باريس، والمكوث بها بعض الوقت على عادة الشعراء الرومانسيين، وغيرهم من الأدباء الإنجليز؛ خاصة "جيمس جويس". بالطبع لا يحتاجون إلى القيام بـ "الجولة الكبيرة" فى أنحاء أوروبا وزيارة الشرق كما فعل أسلافهم "شيلى" وكولورديج"، فلم تعد هناك رغبة فى استكشاف العالم بالمفهوم القديم، لما يتمتعون به من تواصل إلكترونى مع العالم، اعتمادًا على التكنولوجيا الحديثة.

ومن الملاحظ حرص هذا الجيل من الشعراء على الدراسة الأكاديمية فى مجالى اللغويات والنقد الأدبى، إلا أن هذه النزعة لم تنتج بعد نظرية أدبية أو ملامح نقدية جديدة. وإن كنا نتوقع أن تنتج هذه الحركة الجديدة ملامحها النقدية ومُنظريها فى المستقبل المنظور. ومن البحث فى السيرة الذاتية لهؤلاء الشعراء، نكتشف أنهم يعملون فى مجالين بالأساس، لهما علاقة وثيقة بالعملية الإبداعية، وهما التدريس فى الجامعة، أو العمل فى دور النشر والصحف الأدبية.

لقد بدأ هؤلاء الشباب بنشر إبداعاتهم على مدوناتهم الخاصة فى البداية، ثم تمكنوا من التلاقى والتعاون من أجل تأسيس مجلات إلكترونية تتيح لهم مساحة أرحب للتواصل مع المُتلقى. ولقد وفر هذا العالم الافتراضى منصة لتلاقى أفكارهم ونشر أعمالهم، وتحقيق التواصل مع الجمهور. وسرعان ما بدأت أعمالهم تظهر فى كبرى المجلات الأدبية الورقية، والصفحات الأدبية فى الصحف.

وحاول هؤلاء الشعراء الشباب البحث عن وسائل أخرى للتواصل مع جمهورهم، وعدم الاكتفاء بالنشر الإلكترونى، والشهرة التى حققوها عبره. وظهرت تجربة تشبه تمامًا التجارب التى قام بها مبدعو مصر فى النشر لوقت طويل. لم يلجأ هؤلاء الشعراء إلى دور نشر كبيرة أو صغيرة، بل اعتمدوا على أنفسهم فى طباعة أعمالهم وتوزيعها فى نطاق ضيق فى البداية. ولقد ساعدتهم الصداقة والقدرة على التواصل فى طباعة وتوزيع كتب مشتركة. يشترك فى الكتاب الواحد أربعة شعراء أو أكثر، يصدرون كتابًا تلو الآخر. وهناك من كان يصدر كتيبًا صغيرًا أقرب إلى المطوية يضم بعض قصائده.

ومن السمات الأخرى التى تميز هؤلاء الشعراء الشباب، هى الابتعاد عن تناول القضايا الكبيرة، خاصة القضايا السياسية فى أعمالهم، أو الانخراط فى نشاط سياسى، كما كانت هى عادة الشعراء فى الربع الأخير من القرن الماضى، وكان آخرهم "شيموس هينى" الذى اهتم بالعمل السياسى لدرجة كبيرة. وبدلاً من ذلك، انغمسوا فى العمل الاجتماعى التطوعى، مثل الدفاع عن حقوق المُعاقين والدفاع عن البيئة، وغيرها من القضايا الاجتماعية المحلية. وربما كان هذا ناجمًا عن إحباط الشعراء الجدد، وهو إحباط تشهده دول عديدة، من قدرتهم على تغيير الواقع السياسى، وبالتالى تراجعت فكرة الدور الطليعى للفن، واستبدلتها فكرة التركيز على القضايا الأصغر والأكثر مباشرة وتأثيرًا فى الواقع المحيط بالشاعر.

يصعب تحديد سمات جمالية ولغوية مشتركة بين من يتصدرون المشهد الشعرى فى المملكة المتحدة لأننا بصدد تجارب فى حالة تشكل وسيولة. ولكن، رغم ذلك، يمكن أن نلمح نزعة تجريبية على مستوى الشكل، ومحاولات لتجاوز حدود المجاز التقليدى، وطريقة بناء الصورة الشعرية. ونستشف من التجارب الحالية أن ثمة اتفاق بين هؤلاء الشباب على مفارقة اللغة شديدة البلاغة والتأنق، وأن لديهم نزوعًا نحو البساطة، وميلاً إلى استخدام الكلمات الدارجة، والمبُتذلة أيضًا. وتشير إحدى القصائد هنا على نحو ساخر: قصيدة "حصة الدراما"،  إلى ما طرأ على المجتمع من تغيرات على اللغة أدت إلى فقدان التواصل بين الآباء والأبناء. وتسعى بعض القصائد إلى إحداث مفارقة عن طريق تناول موضوعات تاريخية، أو فلكورية بلغة دارجة.

يمكن وصف القصيدة الراهنة بأنها مغلقة فى أغلب الأحيان على تناول الجوانب الشخصية والخبرات الحياتية المباشرة للشاعر، والتى تشغل مرحلة المراهقة حيزًا كبيرًا فيها. ونادرًا ما تغادر القصيدة الراهنة هذه القوقعة الذاتية إلا لكى تلتقط لحظات تاريخية أو ترتمى فى أحضان الأسطورة، وتستعين بشخصيات أو تيمات ذات طابع فلكلورى، كحامل للخطاب الذى يطرحه النص. ولقد واكبت تلك الحالة من الانزواء والانطواء على الذات، مع حالة عامة من الغضب والإحباط؛ ربما كانت سببًا فيها أو نتيجة لها، حيث تحمل أغلب القصائد مواقف ترفض الواقع، وتحاول الفكاك من أسره، ولكنها لا تتحدى سطوته، ولا ترسم إستراتيجية لمفارقته.

وفى المحاولات القليلة للخروج بالنصوص من دائرة اليومى والمُعاش، يستعين الشعراء بالتاريخ والفلكلور والأساطير، لكن كما ذكرت من قبل، على نحو ساخر. تحتل السخرية، الممزوجة بمرارة، مساحة كبيرة فى المشهد: سخرية من الواقع، ومن العلاقات الاجتماعية، ومن الجسد البشرى بشكل أكبر. يتعامل "مارك بيرنهوب" بسخرية شديدة مع الجسد البشرى من منظور شخصى فى القصيدة التالية، حيث إنه قعيد، ويستخدم كرسيًا متحركًا، بينما تسأل "إزابيل جلايمور"، فى قصيدة أخرى خلاف المنشورة هنا، عن الفارق بين الجسد البشرى وجسد العناكب. كما تشغلها قضية "التجسيد" المسيحى فى أكثر من نص، وتتناولها من منطلق عبثى. وترسم "مارثا سبراكلاند" صورة بديعة ومدهشة للجسد البشرى الذى يتشظى ويتحول إلى مجموعة من الشرائح تحمل صورًا متنوعة.

مسألة التعامل مع الجسد على هذا النحو تثير الاهتمام، لأنها تمثل نقطة التقاء بين الشعراء الشباب عبر الأطلسى، فى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وكأننا إزاء صورة أصبحت راسخة للذات البشرية؛ ترفض العالم، وتنفض يدها من قضاياه الكبيرة، وتتحاشى الوجود الاجتماعى، وتفضل الانزواء فى الحيز البيولوجى الضيق، كأنها رقصة مع الذات.

 

مارك بيرنهوب

ولد مارك بيرنهوب عام 1982، فى لندن. درس فى البداية فى مدرسة اللاهوت، ثم حصل على درجة الماجستير فى الكتابة الإبداعية من جامعة بيرنل. نشرت قصائده فى العديد من المجلات والدوريات الأدبية، سواء مطبوعة أو على الإنترنت. طبع عدة كتبت مشتركة مع بعض الشعراء الشباب، وأصدر ديوانًا صغيرًا عام 2011، بعنوان "صبى الثلج"، وآخر بعنوان "قوس الرافعة" علم 2013. كما أصدر ما يعتبره ديوانه الأول عام 2014، بعنوان "سُلالات". تحظى أعماله بشهرة واسعة وتقدير نقدى كبير فى الوقت الراهن، كما بدأت شهرته تتجاوز إنجلترا.

 

هل أنا قعيد؟ استبيان للتشخيص الذاتى

نصيحة: هذا الاستبيان لا يستبدل التشخيص الطبى

بل يرافقه.

لقد كتب الأطباء تقريرًا موجزًا بحالتك،

بمنتهى الدقة، ولا نرغب فى

جرح مشاعرهم

وإن حتى دون قصد.

 

غرض هذا الاستبيان هو أن

نكسو عظام حالتك لحمًا، بما يكفى

لكى تبدأ، وتجتاز الجدار الرابع.

و"تنطلق" إن أردت.

 

1- هل تشعر بالعجز فى الحياة أم فى الأطراف فقط؟

2- هل لديك سيارة:

أ- تدفع أقساطها بنفسك؟

ب- تمنحها اسمًا بشريًا؟

 

3- إذا كان لديك سيارة:

أ- هل ستعتمد عليها فى التحرك فى المدينة؟

ب- هل ستنظر يمينًا ويسارًا قبل أن تفتح الباب،

وتظن أن أسوأ شخص فى الوجود يقف بقربك،

ويطلب منك رخصة القيادة؟


4- هل تشعر بحنين لأيام انتشار السيارة

ذات الثلاث عجلات فى الشوارع؟

5- إذا لم تعد ترى السيارات ذات الثلاث عجلات

بانتظام، هل ترى أى شىء

آخر بانتظام؟

6- إذا كانت إجابة السؤال السابق بالنفى،

فهل تشعر بضيق لذلك؟

7- إذا كانت الإجابة بالإيجاب، هل يثير هذا

رغبتك فى رقص رقصة السالسا مع شخص ما؟

8- هل تفكر فى جدوى قدميك؟

9- متى كانت آخر مرة فحصت فيها ما بين

أصابع قدميك، سواء باهتمام أو اشمئزاز، ثم

هرولت هاربًا من الغرفة؛ تاركًا كريم الفطريات

وحده تمامًا؟

10- هل فى جسدك ما لا يمكن أن تتحكم به عندما:

أ- تنحى لأسفل؟

ب- تهتز إلى الأمام وإلى الخلف؟

 

11- كم عدد الكلمات المستخدمة للأربطة

فى قاموس طبى؟ (لا يهم إن لم تكن قادرًا على ربطها)

12- ما الذى يمكن أن ترميه خلف ظهرك:

أ- كرة تنس؟

ب- الكتب المدرسية؟

ج- المُعلم؟

 

13- بمناسبة الكتب المدرسية؛ هل تعلمت

ترتيب الأغراض التى تحتاجها فى حقيبتك؟

14- سيناريو: لقد أطلقوا عليك اسم بطل،

ومحارب، وخصى. ولكن هل تستطيع الصمود

فى الحرب، إذا تم دفعك إلى أحد الأركان

واغتصابك؟

15- سوف تسخر من الذى يمارس سطوته عليك، أم على:

أ- أسرتك وجيران؟

ب- رقمك البريدى، ومقاطعتك، ودولتك؟

ج- روحك من ناحية، ومن ناحية أخرى،

يسيطر على الزمن وكل حدود الكون؟
 

16- هل تنطق دائمًا كلمة "انحناء" بشكل صحيح؟
 

إزابيل جلايمور

ولدت إزابيل جلايمور عام 1988، نشرت قصائدها فى عدد كبير من المجلات والمواقع الأدبية، وتعمل الآن فى هيئة تحرير مجلة "كليرنج" الإلكترونية. تعمل الآن على نيل درجة الدكتوراه من جامعة "إكستير" فى النقد الأدبى، وتتناول أطروحتها الكناية والشعرية. أصبحت إزابيل من الأسماء اللامعة فى عالم الشعر فى السنوات القليلة الماضية، وتحظى أعمالها بتقدير كبير، وأصدرت ديوانها الوحيد "سفينة حائرة" عام 2013، إلى جانب عدد من الدواوين المشتركة مع غيرها من الشعراء الشباب.

 

حصة الدراما

بعد أن حصل "جيمس" على دور فأر قادم من المدينة،

وحصلت أنا على دور فأر من الريف،

ترسخ الحب بيننا فى المسرحية،

ونحن نخرج من بيت "نوح" الشاطئ.

 

رأيت مستقبل حياة كل منا،

وقررت أن أهجر حقول الريف

وأقبل دعوة "جيمس" للسفر إلى

المدينة الكبيرة: سنعيش فى جزيرة

الكنز، تحت أضواء

آلاف الشموس الكهربائية.

 

وبمجرد أن تعلمت لغة المدينة،

لغة الكوكاكولا.. والوجبات السريعة

لم أعد أتمكن من قراءة الرسائل

التى ترسلها أمى المريضة الخائفة

مع الحمام الزاجل.

فلقد استبدلت اللغة الجديدة حرف العين

بكلمة البندق، وحرف الواو بكلمة بنات الرتم،

وحرف الدال بكلمة كرمة العنب،

وحرف الياء بكلمة شجرة السنديان.

فلم أتمكن من قراءة كلمة "عودى"!

 

أندرو فيليب

ولد أندرو عام 1975، فى "أبردين" شمال شرق اسكتلاندا، ودرس علم اللغويات فى جامعة أدنبرة. وهو يعمل موظفًا فى قسم التقارير الرسمية بالبرلمان الاسكتلاندى. أصدر ديوانين صغيرين الأول بعنوان "لسان اللهب" عام 2005، والثانى بعنوان "أندرو فيليب: جامع العينات" عام 2008. وصدر ديوانه الأول "صندوق الإسعافات" عام 2009، الذى استقبل بحفاوة بالغة، وتم ترشيحه لعدة جوائز، وفاز بأكثر من جائزة. شارك فى ندوات شعرية فى جميع أنحاء المملكة المتحدة. وصدر ديوانه الثانى "الحدود الشمالية للممكن" عام 2014.

 

اختراع الصفر

كيف كان شكل

هذا العالم الخصب،

دون وجود حلقة أنيقة (صفر)

بالطبع كنا سنعيش

فى غياهب

غياب لا عودة منه.

إما أن نحصى الأشياء

أو تتعرض للإحصاء-

حيث يمتلئ كل شىء

دون الحاجة إلى مجرد صفر

يشغل البال.

 

غمر نسيان أبيض واسع المدى

كل شىء.
وكان بمقدورنا-
نظرًا لحالتنا المعرفية-
أن نتعايش مع عدم وجوده،
ونتقبل عدم قدرتنا على معرفة
عدد بعض السكان
فى البرية، أو تحديد

كم استهلكنا من مخزوننا،
أو حتى معرفة عدد ومدى حدة
حالات البكاء ليلاً! 

 

بول ستيفينسون

ولد فى مدينة "كامبريدج"، ودرس اللغويات فى جامعتها. يعيش حاليًا فى باريس، إلا أنه يحرص على حضور الفعاليات الثقافية فى لندن على نحو منتظم. نشر عشرات القصائد فى المجلات والصحف الأدبية فى انجلترا والولايات المتحدة، إلى جانب المواقع الإلكترونية. كما يشارك "بول ستيفينسون" فى أكثر من ورشة كتابة جماعية، وهو عضو فى أكثر من مجموعة أدبية، كما فاز بثمانية جوائز فى العام الماضى. وكان قد عمل أستاذًا جامعيًا فى هولاندا قبل أن ينتقل إلى باريس.

 

الضيف

لن أعرف أبدًا من هو

ذلك الرجل الذى جلس هناك،

بوجه تبدو عليه رباطة الجأش،

ولحية سوداء تشبه انهيارًا صخريًا.

جلس كأنه كومة من الحصى

فى صندوق شاحنة.

 

إحدى أذنيه مطوية كأنها بطاقة

معايدة تجمل صورة طبيعية.

إحدى عينيه تشبه لعبة رخيصة

من ورق الفويل الأحمر،

برزت من اللفافة.

جلس فى وهج النار، قرب المدفئة

نخسناه بقضيب إذكاء النار،

وداعبنا أنفه بشرائط زينة

ذهبية اللون، دون رد فعل.

 

هناك مخللات ووجبات باردة فى المطبخ

وفى حجرة النوم، هناك أمور يجب حسمها.

 

مارثا سبراكلاند

ولدت مدينة "ميرسيساد" شمالى إنجلترا، ثم انتقلت للحياة مع عائلتها فى مدريد، قبل أن تعود إلى إنجلترا مرة أخرى من أجل الحصول على درجة الماجستير من جامعة "لانشيستر"، فازت بجائزة أفضل شاعر شاب مرتين. ونشرت قصائدها فى عدد كبير من المواقع والمجلات، كما ساهمت فى تأسيس مجلة شعرية. وهى تعمل حاليًا مساعدًا لرئيس تحرير قسم الشعر بمؤسسة نشر شهيرة.

 

شوق

قومى بارتداء ثوب فى هذا الظلام الناعم،

البدايات الشاحبة للأغنية تلح عليكِ

لمُغادرة هذه الغرفة ثقيلة الوطأة،

ومن الصالة، ومن المهام المنزلية.

اخرجى من الباب، واهبطى درجات السُلم.

 

ها هو الدرابزين، وها هو الباب الخارجى.

قفى هنا ثانية واحدة فقط، لا أكثر،

وضعى المفاتيح فى صندوق البريد،

ثم اشرعى فى التحول إلى

مجرد شكل دون ملامح؛ يظهر

من خلف الزجاج الذى يكسوه الصقيع

وأنتِ تسيرين فى شوارع المدينة الخاوية

التى يكسوها الجليد؛

 

ثم اركبى

ذلك القطار،

دون تردد.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads