ترجمة نصر عبد الرحمن
أشعر أنني لم أعد قادراً على كتابة قصيدة عند لحظة ما، إلا أذا دفعني أحدهم دفعاً إلى الكتابة. وحين أكتب، أكون قد أنجزت الجزء الأصعب من المهمة. مراجعة وتنقيح ما كتبتُ أمر يسير بالنسبة لي. ولكن، يجب أن يدفعني أحدهم أولاً للقيام بفعل الكتابة. أشعر بالمسؤولية أمام شخص حقيقي من لحم ودم، لأنني لا أشعر بتلك المسؤولية أمام نفسي، ولا أكتب بالكاد من تلقاء نفسي. لذلك تستغرق كتابة المسودة الأولى لقصيدة ما أياماً طويلة، وتتطلب جهداً بالغاً.
راي أرمانتروت
أحتاج إلى تهيئة ذهنية لكي أبدأ في كتابة نص جديد، وهو ليس أمراً يسيراً إن كان المرء مشغولاً. وعليك حينها أن تلتزم بما كانوا يقولون لأطفال المدارس أثناء عبور الطريق: “توقف، انظر، وأنصت”. وهو ما يعني الجلوس في مكان مختلف بالنسبة لي، فأحمل كراستي وأتجه إلى حديقة أو مقهى، وأحاول الوصول إلى حالة من الصفاء الذهني دون أفقد حواسي النقدية. وربما أستعين بالقراءة كعامل مُحفز، وعادة ما ألجأ إلى كتب غير أدبية. في الوقت الحالي، اقرأ كتاب ” الحياة على الحافة: العصر القادم لبيولوجيا الكم”. لقد بدأت كتابة آخر ثلاث قصائد لي من أفكار أثارها الكتاب. أقرأ لشعراء فقط في مرحلة مراجعة قصائدي.
ريف لارسين
اكتشفت أنني أكتب نصوصاً جديدة عبر عملية مكونة من خطوتين. في الصباح، أحرص على الجلوس فوق الكرسي في تمام الساعة التاسعة كلما أمكن. حتى أنني أفكر في اقتناء ساعة حائط كبيرة من الطراز القديم. أستغل الفترة الصباحية في الكتابة، وأسمي المسودات الأولى “الآثار الطازجة”، والتي تكون في الغالب سيئة للغاية. كان الفزع ينتابني، فأقوم بعملية المراجعة والتنقيح على الفور، إلا أنني تعلمت بمرور الزمن أن أهدأ، وأترك تلك الفوضى كما هي، وأستمر في الكتابة. لا أتوقف عن الكتابة حتى أشعر بجوع شديد، فأنهض واعد لنفسي بعض الشطائر فقط، وبعدها يأتي الجزء الأهم من اليوم: أقوم بالجري في نحو الساعة الرابعة. أفكر فيما كتبت صباحاً، وأنا أجري، والدم يتدفق في عروقي. وبعد نحو عشرين دقيقة يهبط الإلهام علىّ، وأصل إلى ما كنت أريد التعبير عنه، فأسرع بالجري إلى مكتبي، وأدون ملاحظاتي فوراً.