الرئيسية » » مهنةُ القتلى \ طارق الكرمي

مهنةُ القتلى \ طارق الكرمي

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 3 يونيو 2015 | يونيو 03, 2015

مهنةُ القتلى \ طارق الكرمي

أنا لستُ كومبيرادورَ حربٍ و لستُ سمسارَ شحناتِ الأسلحةِ..سأصيرُ تاجرَ خردةٍ ما بعدَ الحربِ الأخيرةِ هذي..أبيعُ مواسيرَ البنادقِ لصانعِ آلاتِ الفلوتِ..نحاسَ القذائفِ لمصانعِ موسيقى الجازِ..وعظامَ الدّباباتِ لمصانعِ ديزني وملاهي الأطفالِ..سأصيرُ تاجرَ خردةِ الحربِ أبيعُ جماجمَ الجنودِ لباعةِ أيقوناتِ الكنائسِ..سأبيعُ تذكاراتٍ (تصاويرَ) لآخرِ نظراتِ القتلى..سأبيعُ أيدي الجنودِ المقطوعةَ لمنَ فقدَ الوداعَ (تلويحةً) في الموانيءِ والمطاراتِ..ولمن حلمَ بمصافحةِ اللهِ يوماً..سأبيعُ عجلاتِ عرباتِ المدافعِ لكراسي المقعدينَ..مناظيرَ بنادقِ القنصِ لمنْ لمْ ينظروا بعيداً في الدّروبِ الضّالةِ.. نعم سأصيرُ تاجرَ خردةٍ في هذه الحربِ الأخيرةِ.. لكني كيفَ نسيتُ أبيعُ الهدنةَ في مقهى الجنراليينَ سأبيعُ كلَّ ما لا يُباعُ لأَبْتَني منزلَ نملٍ (ملجأً) لي ولأطفالي الــ3  لحربٍ يُعطِّسُ عينيَّ غبارُها منذُ الآن..

*صباحاً \ رام الله

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads