الرئيسية » » ما جادَ بهِ البَوْح ... | محمد فتحي الجابري

ما جادَ بهِ البَوْح ... | محمد فتحي الجابري

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 3 يونيو 2015 | يونيو 03, 2015

ما جادَ بهِ البَوْح ... 

تَمُرّينَ فَوْقَ المساءِ أغاني النَبيِّ الحزين ،
تَمُسّينَ روحي ، فيَهْطُلُ مِنها احْتياجُ الخلايا
لرَشفةِ عِشقٍ ،
لثغرةِ بَوْحٍ ،
للثْمةِ ثغرٍ تنامُ الفواكهُ فيهْ.
وأبقى أُغنّي جوارَ النارِ في عيْنِكِ المُشتهاةِ ،
فـعيناكِ أوّلُ ما يَقرأُ الطيرُ في فلسفاتِ الحياةِ ،
وآخرُ ما طلَّ في البَحْرِ مِنْ مَرْكَبَاتِ النجاةِ ،
وأعْظمُ مَا صَاغَ في الفنِّ ( لورْكا) ...
فـهُزّي إليكِ بجذعِ الفؤادِ وغَنّي
ليسّاقطَ النَبضُ تَمْرًا وحَلْوى .
وصُبّي عليَّ الليالي
قناديلَ شِعْرٍ وسَلْوى.
وكوني انْتشاءَ المعاني بتأويلِ نَصٍ فريد.
وكوني القيامةَ في ساعةِ الظلمِ
نورًا يُضَمّدُ جُرْحَ المَلاكِ الوليد.
فقدْ أنْضَجتْني التفاصيلُ في قِدْرِ عُمْرٍ
يُريدُ الوصولَ ويشكو انْتصارَ المَسافةِ دَوْمًا عليهِ.
أيا هَدْأةَ الضوءِ في أُغنياتِ النجومِ ،
تعالي نُهيّئُ في الأرضِ رُكْنًا
يليقُ بهذا الجنونِ المُباحِ ،
ونسْتأذنُ اللهَ في أنْ نموتَ قليلاً
لنُدركَ سرَّ الخلودِ
ونُمْسِكَ ما فرَّ مِنْ أُغنياتِ الصباح.
إليكِ انْتفاضةُ روحي
ورَعْشةُ ضِلعٍ مَعَ الرقصِ يهذي.
إليكِ اشْتعالُ الأصابعِ إنْ زارنا الليلُ طيفًا
يَرشُّ الظلالَ على المُتْعَبين.
إليكِ العَصافيرُ حَجّتْ لتبْدأَ فيكِ الطوافَ الأخير.
وَوحْدي أطوفُ بـواحاتِ شَعْرِكِ
جُرْحًا يُعانقُ فيكِ السلام ،
سلامًا على شَعْرِكِ السرْمَديِّ البَهيم.
على عِطركِ الفوْضَويِّ ،
على خدّكِ المُخْمَليِّ ،
على كلِّ ما فيكِ يَرْسو عليَّ ، سلامٌ سلام.
*************
5/5/2015
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads