الرئيسية » » رسائل الغيم | عمر العامري

رسائل الغيم | عمر العامري

Written By Lyly on الثلاثاء، 28 أبريل 2015 | أبريل 28, 2015

رسائل الغيم

   رسائل الغيم

 

         (1)

 

أوقفوا الطائرات التي وزعت خبزها

في الصباح الطري على العابرين إلى حلمهم.

أجلو باقة القصف,

وردة نار المدافع

نزف الدوالي.

هناك السماء تميل علينا وتحنو كثيرا

على ولد واقف في الرصاص,

تميل عليه

وتودع زرقتها في يديه

وتمضي إلى حتفها

 حرة في الأعالي.

 

 

       (2)

 

أرجئوا الأمنيات

المواعيد

وردة هذي الجراح

النهاية

ماء العويل الذي لم يزل

كما العشب أخضر فوق سطوح البيوت.

واتركوا عشبة العمر تكبر في غفلة النار

ترشف كأس الحياة على رسلها,

وافسحوا للصغار يربون أحلامهم

في ممر الحياة على رسلهم؛

كراريسهم لم تزل غضة,

حبرهم لم يسل بعد فوق بياض الدفاتر,

قاماتهم لم تزل بعد أقصر من أن يراها الجنود,

مواويلهم غضة لم تزل

في نعاس المساء.

على الظهر كسلى حقائبهم

ولم تكتمل بعد قمصانهم فوق نول الحياة

فعودوا ولا يلتفت أحد منكم..

 

 

 

 

 

 

 

 

        (3)

 

أفسحوا للسماء إذن

كي تحط على كتفي طائرا من غمام.

ولكي تمنح النافذة

لونها القرمزي الهواء الحمام.

المساء هنالك يبدو طويلا,

والسماء رمادية غضة

ستهبط أكثر عما قليل,

لتصبح أدنى من الطائرات.

السماء مثقبة بالرصاص

الغيوم تحط على ساعد البحر سرا

لتغسل قمصانها من سناج المدافع,

تشرب من طاسة الروع سرا وتمضي

 

 

            (4)

 

أفسحوا للحقول ترتب قمصانها,

 للمساء يفوح بما يشبه الياسمين,

للفراش يحط على ورق العاشقين,

للخريف الحزين يلملم أوراقه اليابسة,

وللأم تصحو

 تعد  الفطوروشاي الصباح:

أما قام بعد  من النوم أحمد

يدفع خيط النعاس ويفرك عينيه

يمضي جميلا إلى المدرسة,

وللدفتر المدرسي على صدره

يعتري نبضه الأولي

ويعرف عما قليل

ستفصل بينهما القنبلة.

لأب وزع الواجبات صباحا,

ومضى الحقل في جيبه كالرغيف الطري

لتنهض من كفه سنبلة,

لتلك الجنائز

وهي تمر كما الغيم فوق الرؤوس,

فتثخن أرواحنا الأسئلة.

 

 

 

 

 

 

 

 

            (5)

 

ولد يفرغ الآن جيب المساء

ويملؤه حنطة للحمام.

ولد يرفع الآن كفيه نحو السماء

ويدعو بأن تهبط الطائرات

ليرسل خيط المسرات في كفه

كيما يطير طيارة من غمام,

عصافير كانت تعشش في قش أيامه وتنام.

أفسحوا لعيون الغمام تسح على وردة في الزحام.

أفسحوا للقتام

ليدنو قليلا,

يخبئ عمري من الطائرات الذكية

كيما ينام,

ففي الأفق متسع كي يطير الحمام.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads