الرئيسية » » أرواح مفخخة بالشموس | عمر العامري

أرواح مفخخة بالشموس | عمر العامري

Written By Lyly on الثلاثاء، 28 أبريل 2015 | أبريل 28, 2015

أرواح مفخخة بالشموس

 

 

لا غَيم يجهشُ بالبكاء

يا أيها المجبولُ من ملح ومن جرح وصبح

حيثما يمّمتَ بالروح الطريدة

ثم وجه الجرح

فامضِ إذن

صلّ كما شاءت ذخيرتك الأخيرة

أو كما شاء الدم الموقوت

والجسد المفخخ بالشموس

شاءت بصيرة بندقيتك المطلة

من يد مرفوعة في الفقد

شاءت شظاياك،انفجارك

غيمك المسقوف بالأرواح

صبارةٌ تبكي

تمد الآن كف الشوك نحو الله

 

 

حيثما اتجهت عيونك فانتبه

واحمل أمامك وانطلق في بهو أوردتي

صباحا من حصى ووداع

هذا الحصى دمك المؤجل فانتبه ليديك:

ليد تعد قذيفة

ويد تلوح للحبيبة

خلف نافذة تعلّق

دمعها، مصباحها، مفتاحها الفضي

أسئلة الوداع

 

 

اترك وراءك ساكنا ومحايدا

وامضِ بهذا الليل

حيث المدى مقلاعك الفرديّ

والحجر المجنح نجمةٌ

حيث الصدى غبشٌ

ونبض الليل بوصلةٌ

حيث انتباهك واضحٌ كالليل

فامضِ إذاً امض تناول من دمي حجراً سيكبر نجمةً

ويصير أرضاً من حصا يهوي يديك

اضرب بها

وبكل ما أوتيت من وجع ومن غضب

وبكل ما أوتيت من حجرٍ ومن شوكٍ

ومن غيمٍ ومن قحطٍ ومن ماءٍ ومن يبسٍ

ومن ضوءٍ ومن عتمٍ ومنك.

 

لك في الصدى جرس وأغنية

تفتش عن مدى

لك صرة الغيم وإكليل الصدى

 لك نرجس يغفو على شباكنا

لك شهقة الريح المكابر

في شراك الأزرق الغافي

 لك أن تبوح بحمرة الدم

 صاعداً درج الهواء الحر

 لك أن تنقب في ركام الدار

عن صبّارة ألفت يديك

عن وجه أمك

 في ركام الطوب والإسمنت

لك أن تحدق جيداً في وجهها

الموشوم بالذكرى

لك أن تودّع صورةً

كانت بصدر البيت تؤنس وحشة الجدران

لك وردةُ الدم والشظايا

فانطلق

لك نشوة الريح وأسئلة المرايا

وانطلق

لك كل هذا الزهو في لغتي

فاسطع كثيراً في دمي

واترك وراءك ساكناً ومحايداً وامض

لا تكترث لبكائنا ولموتك الغافي على خشبٍ

سيورق في أكف الله

ويطير منتشياً غبارك

من جيوب الأخضر الكاكي

ليصبح غيمةً مشبوكةً بيديك

لوّح لنا من شرفة الليل

وأخبرنا بأنك صاعدٌ

كي تسبر الغيم وتأتي

مع وميض قذيفةٍ أخرى

 وتظل تأتي

يا حبيبي

 مع وميض قذيفةٍ أخرى هناك. 



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads