حَشْد بشريّ بلا رؤوس
بأحْذيةٍ مُزَرْكَشَةٍ
و بأيـادٍ تَحمِلُ مرايا دائرية صغيرة للزّينة
و رغمَ أنّ العُريَ يَطفَحُ مِنْ هذهِ الحُشُودِ المَلعُونة
لا أرى في السّماءِ الرّماديّةِ سِوى عُرْيي.
*
أتوقّفُ عِندَ مقهى
عِندَ حانَةٍ أو عِندَ مسجدٍ
أتوقّفُ عِندَ حَوانيتَ ؛ هذي المدينةُ صامِتةٌ
هذي المَدينةُ تَنْعَمُ بالسِّلم
لا يُسمعُ في أنحائها سوى هديرُ البحر
و دردشاتُ الأطفال تجيء مِنْ أزقّةٍ شَعْبيّةٍ
لا يَسقُطُ في هذي الشّوارع الكثير
عدا أشياءَ يُمكِنُ إعادَتُها إلى صاحبها
كُراتٌ بلاستيكيّة
زرَاب ٍ سَحبَتْها الرّيح
مفاتِيح مرائب
و فِي أسوأ حال تسقُطُ على الطّريق
أكياسٌ للقاذُورات صغيرة.
*
أجلسُ عِلى رصيفِ مَدارِ السّيّاراتِ
و أنُظُرُ إلى السّاعةِ المُعلّقَةِ على مِسَلَّةِ المدينة
السّاعَةُ عِملاقَةٌ لكنّها متوقِّفَةٌ على أيّةِ حال
و عقاربهاَ تُشيرُ إلى انتصاف اليوم إلى شَطريْن؛
شطرٌ للغُبار هُنا
و شَطْـرٌ لقتلى يسقطون
في أماكِنَ أخرى.