عبدالله باكرمان
الأوراق وقصائد أخرى
عبد الله باكرمان
الأوراق:
الأوراق التي تتناثر الآن
في الهواء
هي نفسها الأوراق
التي كانت محشوة
في جوف الكراريس القديمة
هي نفسها
التي حفظتُها ذات طفولة
عن ظهر قلب
والتي لونتُها بقلبي الصبي
الأوراق المتناثرة الآن
في الهواء
والملطخة بحبر مزيف
المتسخة كقمامة الشارع
التى تنبعث منها روائح نتنه
هي نفسها الأوراق القديمة
بعد أن بعثرتها الريح
في انتظار المباغتة :
وهو يضمد الريح
بسماء مهادنة
أنتعل صقيعا
لا يجيد الرقص
وراح يراقب الفراغ
بصبر إضافي
وهو ينادم الحيرة
في مساء مخاتل
ضرب كفاً بكف
ونام بعين واحدة
وهو يتلفت دون رأس
نظر إلى المجهول
بنصف أمل ونصف فم
وهو يترنح
في الوحل وحيدا
توكأ على الصدى
وجلس ينتظر المباغتة
سأرتدي الحب وحدي:
سأرتدي الحب وحدي
وأمشي
على قارعة المطر
متأبطا
ذاكرة مثقوبة
وقصيدة حافية المزاج
سأتجاهل توسلات القمر الحزين
لن التفت للوراء
سأمضي هكذا
كلحن تائه
في حنجرة مدينة بكماء
لا ورد في المعنى:
لا ورد في المعنى
ولا قمر يضيء
غصون لهفته
واقف
في مهب الريح
كعنوان منسي
في فراغ اعزل
يرتجل مواله الأثير
في مساء التعب
مشتت الرؤيا
يكدس الندم
ويحصي خسائره
الفادحة
وحيدا
كفكرة مقطوعة الأنفاس
في غسق
داهمته الشيخوخة
شاعر من اليمن