ماتت راوند
قتلتها يدٌ في الظلامِ وهربت.
قتلتها قبلَ أن تشتري حقيبةً جلديةً وتشعلَها مع الحطبِ في ليلِ الصحراءِ البارد.
قتلتها يدٌ في الظلامِ وهربت.
قتلتها قبلَ أن تشتري حقيبةً جلديةً وتشعلَها مع الحطبِ في ليلِ الصحراءِ البارد.
راوند تحبُ رائحةَ الحقائب الجلدية الإيطالية وهي تحترق.
وتقولُ إن مزاجَها يعتدلُ كلما تصاعدَ الدخان
وتقولُ إنها في اليومِ الأولِ من كلِ شهرٍ تصطادُ ثورًا هائجًا وتحبسُهُ في قارورةٍ من زجاجٍ أزرق تعودُ أصولُهُ إلى جبلٍ في إيطاليا، وأنها تمتلكُ عشراتِ القواريرِ الزجاجيةِ الزرقاء التي طوالَ الليلِ تهتزُ وترتجُ كلما غضبت الثيرانُ المحبوسةُ في جوفِها وأرادت الهروب.
وتقولُ إن مزاجَها يعتدلُ كلما تصاعدَ الدخان
وتقولُ إنها في اليومِ الأولِ من كلِ شهرٍ تصطادُ ثورًا هائجًا وتحبسُهُ في قارورةٍ من زجاجٍ أزرق تعودُ أصولُهُ إلى جبلٍ في إيطاليا، وأنها تمتلكُ عشراتِ القواريرِ الزجاجيةِ الزرقاء التي طوالَ الليلِ تهتزُ وترتجُ كلما غضبت الثيرانُ المحبوسةُ في جوفِها وأرادت الهروب.
ماتت راوند وهي تصرخُ في الليل: خذني معكْ.
أريدُ أن أنامَ قبلَ أن يهبطَ الأوغادُ من السماءِ ويزعمونَ أنهم ملائكة.
أريدُ أن أكتشفَ من أين يأتي ذلكَ الصوتُ الجميل
ولماذا كلما سمعتُهُ أشعرُ أن زهورًا بريةً وعصافيرَ في حجمِ قطراتِ الندى ترفرفُ بين خصلاتِ شعري، وأنني أسطورةٌ جميلةٌ ويقفزُ فوق كتفي أرنبٌ أسمرُ وسطَ مزارع خضراء.
أريدُ أن أنامَ قبلَ أن يهبطَ الأوغادُ من السماءِ ويزعمونَ أنهم ملائكة.
أريدُ أن أكتشفَ من أين يأتي ذلكَ الصوتُ الجميل
ولماذا كلما سمعتُهُ أشعرُ أن زهورًا بريةً وعصافيرَ في حجمِ قطراتِ الندى ترفرفُ بين خصلاتِ شعري، وأنني أسطورةٌ جميلةٌ ويقفزُ فوق كتفي أرنبٌ أسمرُ وسطَ مزارع خضراء.
ماتت راوند في اليومِ السعيدِ من شهرِ فبراير
يومِ الثلوجِ الكثيفةِ والأمطار.
يومِ الثلوجِ الكثيفةِ والأمطار.
(عصام أبو زيد)
