" وعن اقتناصِ الفَارِّينَ ... " شعر / مؤمن سمير- مصر
هرباً من نبضِ الأبوابِ
وأيامها
وقسوةِ خطوتكِ ..
رائحة الطيران
وبَخُورَ العابرينَ
والفضيحةِ ..،
أرمي بعيني
لتلفَّ حولكِ
وتبني سياجاتها الوهميةِ
وأوراقها السوداء
التي تُلَوِّنَ الأعيادَ
والأمسيات الضالة
من قطعانها ...
تكبر العينُ
وتئنُّ
وتبدأ أساطيرها ..
تحفر بحيراتها
وتهفو لأن تخمشكِ
قبل الحصادِ ..
لا عزيزَ في اقتناصِ الفَارِّينَ
ودفنهم
ولا إغماضةَ
ولا سيوفَ
إلا لحظةَ تمطرينَ
على عَدْوِي
فتضيعَ البصماتُ
ولا تبينَ نظرةٌ
خارجَ الجيوبِ
لإصلاحِ ما ضاعَ
في أوانهِ
واندهكَ في العَرقِ
والدمِ ....
تدورُ الشمسُ
حولَ العينِ وترقصُ ..
تشوي لهوها ورعبها
وتخزينها المحبةَ
في الرفَّةِ الخاليةِ
من القبلاتِ ...
تنادي وتشُدُّ من الحوائطِ
أوهامها
وأعودُ أنا
كأنني لازلتُ في العُلبةِ ..
بلا نظرةٍ
تُظلني في العَراءِ
ولا حدقاتٍ
ترسم على رملها كلَ ظُلْمَةٍ
أنها صاخبةٌ
ونَهِمَةٌ
.. ومأسورةْ ...
