الرئيسية » » لي نشوتانِ ... وربما أكثر | أشرف البولاقي

لي نشوتانِ ... وربما أكثر | أشرف البولاقي

Written By هشام الصباحي on السبت، 4 أكتوبر 2014 | أكتوبر 04, 2014

( لي نشوتانِ ... وربما أكثر )
***********************
مهداة للصديق الشاعر: الضوي محمد الضوي
........................................................
( 1 )
شُدِّ الوثاقَ أنا أسيرُكَ 
أنتَ تبحثُ عن أسيرِ ...
هيهاتَ تُختزَلُ الحقيقةُ
في الحبيبةِ
قُلْ لها أنا شاعرٌ
تلك الحقيقةُ فاستقري
أو إذا ما قلتِ لا أرضى فَسِيري
شُدِّ الوثاقَ على يديَّ
أنا أسيرُكَ
حين تفتتحُ القصيدةَ بالبكاءِ
سأنثني هَرَبا
إذا غنيتَ يا " سَمَرُ " استديري
في غابةٍ أخر
ستنتظرُ الحقيقةَ نصفَ هذا الوقتِ
لا بابٌ إذا ما جاء سيدُها
تُغَضِّنُهُ المواجدُ
أنت وحدَكَ
سوف تلقَفُ ما أعدَّ الناسُ
مِِن دفءٍ ليختصروا الوجيعةَ
كلنا نبكي ينايرَ والفجيعةَ
سوف تسألُ أنت عن روحٍ
تقاومُ خوفَها من سورةِ " الكوثرْ "
وتسألُك الحبيبةُ 
كلما صليتَ في محرابِها
أعطاك ربك؟ ربما أعطاك أكثرْ
ماذا يضيرُكَ مِِن بكاء المرسلينَ؟
تراشقُ الآياتِ بالتحريفِ؟
أم وحيٌّ تَنَزَّلَ عند مُبتَدأِ النبوةِ والقصيدةِ؟
أنت مُفْتَتحُ البكاءِ
وأنت مَرثيةُ المسيرِ
شُدِّ الوثاقَ أنا أسيرُكَ
أنت تبحثُ عن أسيرِ ...
( 2 )
أنا هل أُحبكَ؟
لا أحبك مرتينِ
فكيف تمدُحني كثيرا كي أحبَّكَ يا ...؟
حبائلُ هذه الأطلالِ إذ تَرِدُ القصائدَ
بعضُها مما تبقى مِن طفولتِكَ البعيدةِ
أنت تذكرُ كيف يبدو في ضميرك متعَبا
طللُ الحبيبةِ
كنتَ تحفرُ خندقا ليبيتَ فيه الوجدُ
كم ليلى وكم هنداً بكيتَ؟
وهل رسمتَ على كثيبِ الرملِ جُرحا؟
كنتَ مذ أن كنتَ في الفلواتِ مرتبكا
تحدِّثُ عن " فتاةِ الخدرِ في اليومِ المطيرِ "
شُدِّ الوثاقَ أنا أسيرُكَ 
أنت تبحثُ عن أسيرِ ...
( 3 )
جَفَّ الكلامُ وأنتَ تنظرُ في المدى
جفَّ الكلامُ فهل سيخْضَرُّ السكوتْ؟
لا شيءَ يَحفِلُ باغترابِكَ ...
فالمدينةُ كالمدينةِ
والبيوتُ هي البيوتْ ..!
هذي المسافةُ سوف تخبو
بينَ قلبِكَ والخناجرِ،
هائما تَستلُّ مِن سُخفِ المدينة
مِن نحيبِ النيلِ أغنيةً
لتهديَها إلى الثوارِ
ضَنوا بالهتافِ وأنتَ في ميدانِهم
مِن أجلِ سوسنةٍ تموتْ
ستموتُ نشوانا وتُنشِدُ قائلا:

" لي نشوتانِ وللندمانِ واحدةٌ
شيءٌ خُصِصتُ به مِن بينِهم وحدي "
جحدتُ واحدةً مِن أجلهم فدعَوْا
لي مُخلِصين بما قَدَّمتُ مِن جحدي
أنا أموتُ وأبلى بينَ أعينِكم
وقبلُ مِتُّ ... وكانت نشوتي لحدي




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads